قلب
لم تكن تدرك يوماً مدى فقرها، فالفقر ليس نقص المال، بل يحسب بعدد اللحظات التي دقّ فيها القلب جارياً لاهثاً في سعادته مع من نحب. ولم تشعر بلحظة في حياتها بحجم الإفلاس الذي شعرته وهي تسمع صغيرها يسأل أخاه: متى كانت آخر مرة رأيتها تضحك فيها!
- بلى هي دائمة الابتسام..
-لا لا .. ويبحث الصغير في صندوق للصور ليعثر على صورة قديمة مهترئة لها وهي تضحك فيها ضحكة تنير الجوارح..أقصد متى كانت آخر مرة رأيتها تضحك فيها هكذا؟
توقفت عند الباب المغلق، تركته موصداً ..بعض الأبواب يفضّل أن تبقى موصدة أحياناً..فهي تذكر تماماً آخر ضحكاتها..
واستدارت على عقبيها تكفكف دموعها، إلى غرفة نومها.. تطرق رأسها بالجدار المتصدّع..محاولةً كسر الألم..حتى فقدت الوعي...فتلك الكذبة قد اكتشفت.
لبنى شعبان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق