الجمعة، 14 أبريل 2017

أَتَذكُرينَ / بقلم الشاعر: محمد الحلبي / مجلة قطوف أدبية / رئيس التحرير: سمر معتوق




أَ تَذكُرينَ
ما كُنّا نفعلهُ تحتَ أغصانِ الليل
يا صغيرتي
حينَ لم نكُن نُتقِن سوى
القُبَلَ والاختِباء
والاستماعَ لوشوشةِ النُّجُومِ و
السنابلِ القريبة

أذكُرُ ـ ما زِلتُ ـ
الياسمين المُتدفِّق من عينيكِ
وأنا أضعُ بين يديكِ عُمراً
صغيراً يضيءُ بالحُبِّ والفراشات
أمُدُّ أصابعي فترتعِشُ
بياراتُ الحِنطة في رئتيكِ
أدعوكِ لنُزهةٍ خفيفة إلى
القُرى الخضراء البعيدة في صدري

أَ تَذكُرينَ
كُنتِ تُلملِمينَ ضفائركِ وقلبي المُتناثِر
بعدَ كُلِّ لقاء
وتُسرعينَ مُثقلةً بِأنفاسي ودعواتي
وأعودُ
وخصلاتُكِ الناحِلة تحوطُ بروحي
ثُمَّ أتساقطُ ورقةً بعد ورقة
بسعادةٍ بالغة
في أحضانِ السرير الحالِم

لم أكُن أعلمُ أنَّ دم العُمرِ
سينسابُ فوق القصائدِ الحزينة
وقدميَّ ستسحقُها أنيابُ الدروبِ والخيبات
لم أكُن أعلمُ
بِأنَّ العالم سيثورُ ضِدَّ عصافيرِ عينيكِ
وزقزقةِ الياسمين

لم أعلم يا صغيرتي
بِأنّي سأظلُّ أبحثُ طوال المنفى
عن رُقعةِ وطنٍ
وعن ظلَّينِ لا يُتقنانِ سوى القُبلَ
والاختباءَ
تحت أغصانِ الحُبِّ والليل
...................................
محمد الحلبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...