الأحد، 2 أبريل 2017

قصص قصيرة جدًّا للأديب: فاضل حمود الحمراني / مجلة قطوف أدبية / رئيس التحرير: سمر معتوق



صدى
اعتادت الغوص في أحواض فارغة ،تتدلى حتى تبلغ القاع، في الخفاء ثقل مماثل يرافق رحلة البحث ، وعورة الطرق لم تثني عزمها .تمر عبر شقوق جدران اشتياقها ، ثمة ثغرة تآكلها مياه منسكبة تتدفق من ينابيع روحها الساخنة ،اخترقت كل القبور المجهولة ،راودته في مكانه ،كبلتها سلاسل اليقين ، التأمت جراحها ،حين وجدته ماسكاً بحبال ذكراها .عادت للديار مطمئنة بعدما تركته متنعما برفقة حور العين.
★★★★
صراع
حاولَ أن يوهمها؛ انتحلَ منها صورة اخرى ، لم يحبس الفرار، عصفَ به البعد .لحقته متزينة بثوب آخر، استفزته مفاتنها ، جرجرته لصراع مستديم .عندما أرهقهما ذلك اتفقا على الفراق مجددا، أبيضت عين احداهما .عادا لنفس الحلبة بعناق حميم.
★★★★
أبعاد متلاصقة
قبل أن تتثاءب الأحلام في زحمة النعاس ،كان يترقب موعداً مزعوماً ،يداعب لقاء واهماً ، يهمس لانتظار شارد، يجلس على دكة الصمت تخنقه رئة المكان .مسافات اللذة أرهقها تباعد الخطى ، فوق أرصفة التمني تتذدمر الأقنعة من تشابه الوجوه ، يستعين بصمود مهزوم .قبل احتفائه بموعد الإشتياق أدرك أن الحب لم يكن له قداس مؤكد. ترك خياله في محطة اخرى ومضى كل منهما في طريق.
★★★★
قيد
في ليلة مليئة بالشرود ، أيقظته متخوفة ، هناك من يطرق الباب بقوة ،طمأنها ، استمتعي بنومك أيتها المعتوهة ،لا مغلقة تطرق.
★★★★
خنوع
عند مؤخرة العنق يبقى صوته مكتوماً ،يتأرجح بين ممرات مخنوقة ،يتدلى فوق شفاهٍ ضيقة .كان يغوص في مستنقع السكوت ليغرق تراكم أصوات طائفة ، حاول بسط سطوةً زائفةً. راح يرسم له نوماً ليهش به أحلامه.
★★★★
عاق
تلك اليد التي خطَ عليها بوضوح عبارة ..أعز الناس أمي..كانت أشد ضراوة عليها بالضرب.
★★★★
تريض
أوهمه تحفظها ، تمهل لا تمزق مطالبي ، قريباً سيرحل الخوف ويفلح بعضهم بقرائتي ، تعرقت بيده ولم يفتح أحد عينيه.
★★★★
وليمة
تتبع مكان الضوء، ترافق عزلته ، لم توهمها ممرات بيته الضيقة ، تتخطى بكل عنفوان جوعه المستديم .بجسدها الممشوق تتسلق فوق رغبته المكبوتة ، تتمايل طرباً تحت أمانيه المستعرة .لم يكن على موعد مسبق حين طرق بابه ليلاً ، هرعت مسرعة لم تعتد لقاء الغرباء ، لحقها بهدوئه المعتاد وقبل أن تطلق صوتها مستغيثة أمسكَ سكيناً ، لوى عنقها إكراماً للضيف ، استحالت عشرتها. تركها تلتقط ما تبقى من حباتها وتركهم دون عشاء.
★★★★
فاضل حمود الحمراني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...