الاثنين، 3 أبريل 2017

بِقُربِكَ… يَطيبُ لِي أَن أَلتَهِمَ الفَرَحَ/ بقلم: ميَّادة مهنَّا سليمان / مجلة قطوف أدبية / رئيس التحرير: سمر معتوق


بِقُربِكَ… يَطيبُ لِي أَن أَلتَهِمَ الفَرَحَ !!
 

تَعالَ نَتأبَّطُ الحُلمَ الورديَّ!
فَهذاالواقعُ الأسودُ يُكشِّرُ عَن أَنيابِهِ في وَجهَينَا..ويَسُدُّ كُلَّ طُرُقاتِ الحُبِّ إلى قَلبَينَا..
تَعالَ نَدخُلُ آلَةَ الزَّمنِ، ونَعودَ طِفلَينِ بَريئَينِ
هَيَّا..اِجلسْ قُربي!
لكن.. مَهلاً أيُّهَاالشَّقِيُّ..اُترُكْ يَدِي!
لاتَلتَصِقْ بِي كَثيرَاً ...
كي لَاتَشِي بِكَ دَقّاتُ قَلبِكَ المُهَروِلةُ
يَالَعَينيكَ النّقيتَينِ كَيَنابِيعِ بِلادِي!
يَالَيَدِكَ الصَّغيرَةِ..من مَسامِهَا..تتسرّبُ الطُّمأنينةُ إلى ذَاتِي القَلِقَةِ..
وجودُكَ المَلائِكيُّ يُشعِرُني بِلَسعَةٍ لَذيذَةٍ
تُنعشُ حَواسيَ العَطشَى لِزَمزَمِ قَلبِكَ..
وَصَوتُكَ الطُّفوليُّ يَنسَكبُ مَشاتلَ خُزامَى
في مَسمَعِي..فَتَسكُنُ ذَاتي الوَلهَى بِكَ..
قُل لِي: إلَى أَينَ تُريدُ أَن نَذهبَ؟
إلى عَالَمِ " ريمي وَ سَالي "..لا ياصَديقِي!
إنّهُ عالَمٌ حزينٌ كَوجهِ وَطَني!
وأنا.. لاأشتَهي الحُزنَ!
فَبِقُربِِكَ..يَطيبُ لِي أَن أَلتَهِمَ الفَرَحَ بِشَرَاهَةٍ
كَما لو كُنتُ آكلَ الحَلاوةَ الشَّاميَّةَ..
تَعالَ نذهبُ إلى جِبالِ الأَلْبِ ونقْفزُ بفرَحٍ
معَ البَريئَةِ "هَايدي"..
تعالَ نزورُ حديقَةَ "ساندي بيل" الجميلة
ونَسقي أَزهارَ النّرجسِ معَها..أتعلَمُ؟
حُلُمي.. أَن أَزورَ قَريَةَ "السَّنافِرَ"..
وأقطِفَ الفِطرَ الّذي لا أُحِبُّ طَعمَهُ
لكن.. يَروقُ لِي شَكلَهُ كَثيرَاً..
يَالَطِيبَتي!.. كنتُ أَظُنُّ "شَرشَبيلَ" شِرّيرَاً مُرعِبَاً..لكنّي..أَدرَكتُ أَنَّهُ نُقطَةٌ في مُحيطِ هَذا الوَحشِ الكَونيِّ المُدمِّرِ المُرعِبِ..
لِنؤجِلَ زِيارَة "سَاندي بيل"إلى يومٍ ثَانٍ..ونمضي لقريةِ السّنافرِ..تَعالَ نُسلّمُ عَلى "بَابَا سَنفور" أوّلاً؛
فَالآباءُ : أَشجَارُ الحَياةِ المِعطَاءَةِ..وحَنانُهم:
الفَيءُ الوَارِفُ الّذي يُظَلّلُ قُلوبَنا..
هَا..اُنظُرْ..إنّها"سَنفورةُالمُدلّلة"
يَاوَيلَكَ إن أَطَلتَ النَّظَرَ إلَيهَا!!!
فَالغَيرَةُ لاتَعتَرفُ بِمَرحَلةٍ عُمريَّةٍ..
هَلُمَّ بِنا نُسَلّمُ عَلى سَنفور "غَضبان"
لاشكّ هوَ مثلُنا يَكرَهُ الحَربَ..لاشَكَّ حينَ يَسمَعُنا نَشكُو لِسَنفور "مُفكِّر" سَيقولُ: أَناأَكرَهُ الحَربَ!
تَعَالَ نُهدِي مِرآةً لِسَنفور"جَميل"
فَاللهُ جَميلٌ..يُحِبُّ الجَمالَ…
تَعَالَ نُمازِحُ سَنفور"مَازِح" فَأنَا أُريدُ أَن نَضحَكَ ملءَ قَلبَينَاالطَّرِيّيَن..اِضحَكْ مَعِي واسْمَعْ شَخيرَ سَنفور"كَسلان"..رَبَّاهُ!!
 بدأتِ الشّمسُ تُلملِمُ خُيوطَها..
وَأجراسُ العَودَةِ تُقرَعُ في أُذُنينَا..
لماذا يَكسو وَجهَكَ الحُزنُ؟
مَعَكَ حَقٌّ!!..وأنَا لا أُريدُ العَودَةَ..
هُنا.. أَنتَ "سَنفورٌ" وَأنا "سَنفورةٌ"
هُنا.. الفَرقُ الوَحيدُ بَيننا( التَّاءُ المَربوطَةُ)..
ياالّلهُ..إذَا مَاعُدنا لِعَالَمِنا..
كم فَرقاً بَيني وَبينَكَ سَيَتَعرَّى دُونَما خَجَلٍ؟
وإذا مَاعُدنَا لأَوطَانِنا..
كم سَتَهزَأُ بِنا العَاداتُ والتَّقاليدُ!
أمّا الحواجزُ والحُدودُ والمسافاتُ القاسِيةُالقَلبِ
فَسَتُقطّبُ حَاجِبَيها في وجهَينَا..
أَنا مِثلُكَ يَاصَديقي..يَطيبُ لي البَقاءُ هُنا..
فُهُنا.. لم أسمَعْ أَنَّ سَنفُورَاً ذَبَحَ صَديقَهُ
لأنّهُ مُسلِمٌ أو مَسيحيٌّ..
ولم أَسمَعْ أنّ سَنفورَاً طَعنَ جَارَهُ بِخَنجَرِ غَدرِهِ
لأنّ طَائفَتَهُ لاتَروقُ لَهُ..
هُنا في قَريةِ السَّنافِرِ..لامَطَرَ سِوى غَيثِ السَّماءِ
هُنا.. لايَستَبِدُّ الّلونُ الأحمَرُ في باقِي الألوانِ..
هُنا.. لاتُغرّدُ البَنادِقُ بدلَ الطّيورِ..
ولا يُوجَدُ ألعابُ يَتيمةٌ أَو مَقطوعَةُ الرّؤوسِ..
هُنَا كُلُّ شَيءٍ جَميلٌ وَهَادِئٌ وَآمِنٌ..
لَكنْ..لابُدَّ منَ العَودَةِ..
فَعُمْرُ الحُلمِ قَصيرٌ كَعُمرِ الوَردِ..
هَيّا يَاصَديقيَ المُشاكسَ..
ضَعْ يَدَكَ في يَدِي..
لاتَترُكَني.. لاطِفلاً..ولا شَابّاً..
اِبقَ مَعي.. كَي نَهزَأَ بِهَذا العَالَمِ القَذِرِ..
دَعْ خَفقاتِ قَلبِكَ تُزقزِقُ في صَباحاتِي..
وأرسِلً لي أَشواقَاً مُعطّرَةً بِالزّيزَفونِ
وَقُبلاتٍ مَسائيةً مُعمَّدَةً بِاليَاسَمينِ..
أَنا.. أُحبُّكَ يَاأيُّهَاالشَّقِيّ!


    ميَّادة مهنَّا سليمان/سورية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...