الجمعة، 7 أبريل 2017

الحلقتان:الحادية عشر و الثانية عشر من السلسلة السردية(النَّفق)/ يكتبها: خالد جوير /مجلة قطوف أدبية / رئيس التحرير: سمر معتوق



النفق .. ( الحادية عشرة )

- عمي أنا بدي أبقى معك ...
● معي !!! وين بدك تبقى معي ؟؟؟
- معك وين ما كان ... ضيعتنا بعيدة ومافيني أوصل .
● ياعمي انت شو عمتحكي .. وين بدي أخليك
   انا هلق مطلوب وماعرفان بدي روح بحالي ..
- خليني معك واللي بصير عليك بصير علي .
●  حسبي الله ونعم الوكيل .. عمي أنا مابقدر أخليك
   معي .. بس عتمت الدنيا راح اطالعك من هون
  وانت دبر حالك ..
○  يا أبو نور وين بدو يروح الشب ..
● ام عمر مشان الله .. انا مصيبتي ما عرفان كيف بدي حلها .. وما عرفان كما كيف بدي ادبرك ..
○ خليه معنا الله يرضى عليك .. ع الاقل لحتى
   يتواصل مع أهله ويعرف كيف بدو يوصل لعندن.
- لاء خالتي .. انا بدي اوصل للشباب وبدي اشتغل
   معهن ..
● أي شباب !!! ؟؟؟؟
- شباب الحر ..
● وأنا شو بعرفني وينهن !
- حكيلك كلمة خالتي .. والله أنا ماانشقيت لأروح
  ع البيت !
○ خيي ابو نور يرضى عليك تساعدو ..

أطرق أبو النور وأشعل سيجارة وراح يعبث بجواله
  كانت الدماء تسيل من ظهره دون أن يشعر ..
  وحدها عيناها كانت الشيء الجميل في زحمة
  خوفه وتشتت أفكاره .. قرأ في رسائلها ..
 ( بدي نحف حالي .. حاسه حالة سمنانة .. عنجد
  سمنانة مووو ) ابتسم بروحه لا بثغره وتنهد
   كأنه يتنفسها من بين السطور ..
  ثم سأل الشاب :
● معك جوال ؟
فأجابته أم عمر :
○  أي .. ليك جواله معي ..
● معك !! وليش معك
○ معي .... لأنه ....
- عمي هاتفها خلص شحن وأخذت هاتفي تحكي
  مكالمة ..
وساد الصمت ....
بعد لحظات ..
● عطيني رقمك .. واستنوني هون ..
أعطاه الشاب رقمه ..
○ وين بدك تروح ؟؟
● لازم اتحرك بس تغيب الشمس ولا بدك نبقى
  هون .
ثم نظر أبو نور إلى الشاب وسأله ..
   هاتفك مفتوح ؟؟؟
- اي مفتوح
● كيف مفتوح وانت هربان من الحاجز من ساعتين !!
- ها .... هلق بسكرو ..
● لاء عطيني اياه لازمني ..
  وما أن امسك هاتف الشاب بيده .. حتى سمع صوت
   رنين جوال !!!!!
  ولكن لم يكن جواله .......
( يتبع )

النفق ... ( الثانية عشرة )

التفت باتجاه الصوت ..
تغير وجه أم عمر ... فسألها بعد أن نهض واقفا ..
● هاتفك عم يرن !! ردي ....
نظرت إلى الشاشة ثم فصلت الإتصال وقالت :
○ هاي أختي .. حطيت عندها الصغار .. يمكن
   عمتتصل لأني تأخرت عليها ..
● أختك .... ماعلى أساس هاتفك مافيه شحن ؟؟
○ أي فعلا .. من ساعتين فصل ..
كان الشاب يراقب مايدور بصمت .. ممسكا بعود
صغير يحفر به الأرض تحسبه في شرود عظيم !
● طيب ليش مارديتي عليها..
    ممكن أشوف الهاتف !!
○ تشوف الهاتف !!!! ليش ؟؟؟ مانك مصدقني .
● مصدقك ... يس لازمني شوي ...
○ راح يفصل ماضل فيه شحن ...
اقترب منها وكرر ..
● أم عمر .. عطيني الهاتف ...
وفجأة قفز الشاب شاهرا مسدسا كان يخفيه تحت
ثيابه ...
- ارفاع ايديك وارجاع لورا ........ تحرك ..
نظر إلى أم عمر .. التي مالبثت أن أطرقت وأخفت
وجهها بين ركبتيها ..
● هيك يا أم عمر !!!
- قلتلك ارفاع ايديك ولاتحكي معها ولا كلمة ..
وقام بتلقيم المسدس واقترب منه .. ثم طرحه أرضا
وكبل يديه بقيد بلاستيكي كالذي يستعمله الأمن ..
ثم جلس على ظهره .. وأخذ بتفتيشه ..
بينما كان خده على التراب ينظر إلى زوجة رفيقه غير مصدق لما يجري ..

في طرف البلدة الآخر .. وصلت أم نور لبيت قادتها إليه الطفلة البكماء إيمان ..
دخلتا فاستقبلتهما غيداء .. وهي الشقيقة الكبرى لإيمان .. وهي زوجة شهيد ....
عانقتها .. وسارعت بها إلى الداخل ..
فسألتها منزل من هذا .. فاخبرتها أنه منزل شقيق زوجها .. والذي اختفى منذ أكثر من سنة ..
وأخبرتها أنها كانت ذاهبة للفرن .. وشاهدتها تجري بعد أن داهمت بيتها دورية الأمن فأرسلت إيمان لتلحق بها .. وتصطحبها إلى هذا المكان .. والذي لا يمكن لأحد أن يجدها فيه ..
ثم التفتت لإيمان وخاطبتها بالإشارة .. ولما ردت عليها الطفلة .. اكفهرت .. وتغير لون وجهها ..
فسألتها أم نور  ..
■ شبك ... شو في ..
□ عمأسألها لإيمان اذا حدا شافكن فايتين لهون ...
■  أي .. وشو قالت !!!
□ عمتقول في وحدة كانت ماشية وراكن .. وماعاد
    شافتها ..
■ طيب اسأليها .. بتعرفها ..
ولما سألتها .. وردت عليها .. قالت :
□ عمتقول انه مابتعرفها .. بس بيتها عندكن
     بالحارة ..
■ طيب .. الله يخليك ياغيداء .. خليها توصفلك
 اياها بلكي بعرفها .. قلبي نقزني ..
وقبل أن تبدأ بسؤالها ...
اهتزت الدار .. وعلا الغبار ليلف المكان ..
( يتبع )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...