الأحد، 12 مارس 2017

كتب الأستاذ: محمود حلبي /مجلة قطوف أدبية / رئيس التحرير: سمر معتوق



(رحِمي موطن الفجور والتقوى ...
كنتُ أحلم أن أهِبهُ  لكل عابر سبيل ...
كـ غواني الإغريق
ولكن الذي حصل ذكر واحد مزق عفافه .)
مَررّأصابعك على صدري
ودعني أخشع هناك
وألثم بقاياي وجِدي وهَزلي
مَررّ أصابعك   لأشرب بقاياك هناك
فـ ماؤك  أحلى
فـ العصافيرُ  الرشيقة هناك لا تموت ..
هنالك ثمة إحتضار سرمدي ليّ ولكَ
ولكن لا موت ...
ولا فناء
قوانين الطبيعة كلها دعك منها ...
هي قاتلتنا يوماً ما
أحياءً أو ميتيّن ستقتلنا تلك القوانين
برازخ الجنون في الإنتظار
تعال معي ..
هنالك بعد أيام سنكون أجمل نحت جميل
على شاطئك
محار ما تكرر
وماء ما تكرر
وخيال ما تكرر
وهُلام ما تكرر
مَررّ أصابعك  لأشرب بقية ذلك النبيذ .
من ذا سيستمع لك بعد الآن ؟
ورسول الفناء خلف بابِكَ ينتظر ..
من ذَا سيعلمُ شجنك
وأنت موصد رِئتيك على قلبك وروحك؟
هو يقترب منك مُحاذراً
بِسحره الذي لا يقاوم
لا تخف منه
و دعْ عنك وساوس آخر العمر
دعْ جسدك له لثوانٍ فقط
إستهن به وبرسالته المرعبة
وثمة زفرة ألم وغثيان مما أنت فيه
دعه يَدّعم لمشيئتك
في عِراكه مع روحك
خذها ولا تخف ..هكذا
بلا فضل ولا مِنّة
تفارق القدمين والساقين
وتصل الى الصدر وتحشرج هناك بعض شِعّر
ونحت ...وقشعريرة
نظرة كئيبة ..
ورعشات فوضى
وعصب مشدود وجلد يسترخي للأبد ...
إنها اللحظة الفاصلة
شيء يخرج من فمي
تذكرت لفائف التبغ
تلك الرفيقة الغالية
تذكرت بعض الأوردة  والتمائم والملاذ
إنه الجنة الحانية الآن
لون آخر وشعور آخر
أبعادأخرى وسموات وشموس جديدة
إنه الكون الآخر وثمة عِراك جديد لا أراهُ
ولكنني أشعر به كما تشعر أنتَ.
إنه الشعور مرة أخرى يا صاح ..
عبارة قديمة ...
تحتاج إلى رتابة أُخرى
إلى تهذيب آخر
كونٌ  أحمق تُعربد به
وتصنع منه بعض رقص وعبث
تحطم أشياء  وتكسر أُخرى وتجرحُ السماء بأظافرك
تدرك أنك ملاحق من غريب ..
هو الوحيد الذي يفقهك
هو الوحيد الذي تتنفس أنت  في رِئتيه
ولكنه غريب...
بتلك الدهشة والذهول والإحباط
ثمة مناجاة تالفة ..
تتلف ما حولها
تتمخض عن شرود ليقين ..
تهتك ستر أول عاشق بالوجود ..
يتدروش الفلاسفة بين جدرانك وجدرانه
بين أوردتك  وشراينه
ثمة تناسق عجيب
تتناسق الألوان
وتستحيل لوناً واحداً لا لون له
كأنه خلط لتلك الرتابة الأبدية
وثمة قفزة أخيرة عالقة بين الرئة والرئة ...
وثمة نهاية واحدة فحسب ..
نهاية لا شريك للهروئين بها
في الغربة تستحيل الأشياء  لدهشة..
في الغربة ينصاع العصب لِلذاته
في الغربة نتعلم أشياء ونفقد أشياء
تباً لكل شيء ..
وملعون كل شيء ..
هذا لقاء بيني وبينك؟
كيف ينصاع الألم  لنا ؟
كيف النغم يهتك الجلد والحَدّق  ؟
بتلك الدهشة والذهول والإحباط
ثمة مناجاة تالفة ..
تتلف ما حولها
تتمخض عن شرود ليقين ..
تهتك ستر أول عاشق بالوجود ..
يتدروش الفلاسفة بين جدرانك وجدرانه ...
سُحاق  طريف بين لُحاءٍ ولُحاء
تتناسق الألوان  وتستحيل لوناً  واحداً لا لون له
كأنه خلط لتلك الرتابة الأبدية
كأنك خصب ربيع نفر في تموز
ينقر الحظ رئتك
مخلوق لا تعرفه كهلٍ هو أمّ مراهق
محارب هو أمّ جبان
فيلسوف هو أمّ احمق ..
يركب جبينك
وتستهلكه كـ مهرٍ أصيل
أنت أحقُ  به
أنت  أحقُ بك ..
كيف لنا أن نتقاسم وجوده ؟
كيف لك أن تستسيغ وجوده بين أصابعك
ستخجل ذات مرة
سينبهك أنه يدري ما تصنع ..
أنكما  النوع المثابر ...
قيمة الخلق
أكمل  لوحتك من ماء عينيك وقلبك ..
أعرف  أن سيلك لأيام لن ينقطع
تعال نشكل آخر لوحة في هذا الوجود
على مرآى من كل سَحّرة  الأرض
هكذا يبطل السّحر ....
ويبدأ الرقص والترتيل وصولة ماء الغيب..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...