النفق .. ( الحلقة الثالثة )
● لاتوجد امراة على وجه الارض تملئ عيني بعدك ..
طوقت جيده بكلا ذراعيها وهمست .. أحبك ..
عد من أجلي ..
حمل حقبيته وعند الباب .. سبقته .. احتضنته من جديد ..وقالت :
- لا إله إلا الله
● محمد رسول الله ..
غادر يلفه الظلام .. بينما راحت هي تمسح دموعها بأنامل حمراء مرتجفة ..
كانت الليلة حالكة السواد .. إلا أن ضوء الانفجرات كان يشع بين الحين والآخر .. لينير وجهها الطفولي ..
يعيش هو في بلدة ريفية .. تحررت في السنة الثانية للثورة .. وأعاد الجيش احتلالها مرة أخرى
كان يؤدي عملا ما .. أخفاه حتى عن زوجته ..
خروجه خفية في الهزيع الأخير من الليل كان إجباريا ليغيب عن عيون العملاء ..
كان عليه ان يسلك نفقا سريا ليصل إلى المدينة ..
والتي حاصرها النظام منذ فترة طويلة ..
وكان ولوج النفق .. رحلة موت في كل مرة ..
هذا الفجر .. كان ينتظره أحد رفاقه ..
حيث يبدأ النفق من أحد البيوت المدمرة ..
وقبل أن يصل إلى ذلك البيت سمع صوت غريب ..
كان عليه الحذر .. فالمصلين يخرجون من المساجد على قلتهم .. والحاجز في آخر الشارع ..
اقترب بهدوء ..
توارى خلف بقايا الجدران .. جثى .. زحف ..
حتى وصل إلى أقرب مايمكن ..
كان هناك ثلاثة رجال .. يجلسون القرفصاء ..
يتهامسون .. وينظرون إلى أوراق بيد أحدهم على ضوء الولاعة ..
ولكن ..
مارآه في الجهة الأخرى .. كان غير متوقع !!!
( يتبع ... )
------------------
النفق .. ( الحلقة الرابعة )
لم تصدق عيناه ..
امرأة هنا .. في هذا الوقت ..
حاول أن يعرف من هي .. إلا أن الظلام دامس ..
وعندما قرر الاقتراب أكثر ... غادرت المرأة مسرعة
فتبعها دون أن تشعر ..
كان يظن أنها ستنعطف يمينا .. لكنها تابعت باتجاه الحاجز !
كانت تتحدث على هاتفها الخلوي ..
ترتدي ثياب نساء البلدة ..
وكانت تتلفت يمنة ويسرة
ثم توقفت هناك مع أحد العناصر ..
لم يعد يجرؤ على الاقتراب أكثر ..
بدأ الدم يغلي في عروقه ..
من هي .. وماذا تخبر ذلك القذر هناك ..
كان الحاجز أمنيا .. وكل من في البلدة يحقد عليه ..
فما من أسرة إلا وذاقت وبال وجوده بشكل أو بآخر ..
لم تطل الوقوف هناك .. أنهت حديثها مع العنصر ..
وغادرت ..
ماأثار استغرابه أكثر أن العنصر لم يحدثها أمام الحاجز ..
بل توارى معها خلف إحدى السيارات .. وما إن غادرت .. حتى اختفى !
تمزق غيظا لأنه لم يستطع أن يلحق بها ليعرفها ..
كان عليه أن يجتاز الحاجز ليستطيع ذلك ..
وهذا الأمر قد يسبب اعتقاله ..
إذ لا مبرر لسلوكه ذاك الطريق في مثل هذا الوقت
سيما أن عناصر الحاجز باتوا يعرفون سكن كل رجل في البلدة ..
لاتفسير لوجود امرأة هنا .. وبمثل هذا الوقت ..
ربما هناك تفسير واحد .. ( حدث نفسه )
في تلك اللحظة نبهه صوت الخليوي بوصول رسالة ..
بل اثنتين ..
قرأ الأولى ... ( وينك .. انا صارت معي شغلة .. راح أتأخر لحوالي الستة ..واذا شفت معي حدا لاتقرب )
كانت من رفيقه .
قرأ الثانية .. ( حبيبي .. وين صرت ..طمني ..
نسيت أقلك .. جبلي معك رمان ..
كثير جاي على بالي ..
الله يحميك يارب ...
وباختصاااار كثير .. اشتقتلك )
ختمت رسالتها ب ملصق يقطر أحمر شفاه ..
ابتسم ..
ولكنه مالبث أن أخذ يفكر برسالة رفيقه والتي لم يفهم فحواها بالكامل ..
بدأ الصبح يهزم أواخر الليل ..
فعاد مسرعا خشية أن يكتشف أمره ..
ولكن حين وصل حيث كان الرجال الثلاثة ..
صعق لما رأى ....
( يتبع ... )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق