أنتَ وحدكَ / للجميلة: كليمانس دلا / مجلة قطوف أدبية / رئيس التحرير: سمر معتوق

أنتَ وحدكَ جدّاً
تفكر في وضع علامات التّرقيم المناسبة عند نهاية كلّ مأساة

*هذا خطأٌ شائع

صداعٌ يملأ صراخي
اسمكَ ، وهنا لستُ بصدد الكتابة

نتوءٌ في قدمِ انتظاري
أظنه سيقلعُ عن عملهِ قريباً

* أنا أتألم حقاً
.. ..
لا شيء يستحق الكتابة
لا شيء يملأ هذي الفراغات
لا الموسيقا، ولا التّبغ
ولا حتّى حرفيّة صوتك في قطع شريان حزني ولو مؤقتاً

اليوم
لست مستعدة للفرح ، كما البارحة

مع كلِّ هذه الوجوه المعلّقة في عنق الغياب
وجملة التفاصيل المترنحة المهزومة
وسلسة الأسماء العاطلة عن النداء
… ..
لا شيء يستحق الكتابة في هذه السّاعة المتأخرة من كلّ شيء
وعن كلّ شيء

على الوقت أن يخلد للنوم
على النوافذ أن تُذاكر أسرارها ؛
من مرّوا بالقرب منها، من مارسوا انتظارهم فوق صدرها
من أشعل فيها فتيل الظّلام وسرق أنفاسها ..

… ..

مازال أمامنا موتان على الأقل
كي نلتقي
هذه جملة لا محل لها من النص
أقحمتها
كي أبدو أمامك شاعرة أكثر مما مضى
كي أفلسف لك الّلقاء ، كما فلسفت لي الفراق
ومن ثم أقنعكَ بأنّنا سنلتقي
رغم ضخامة الغياب الذي يسكن بيننا
-الذي نُسكنهُ بيننا -

* هل لاحظت أنّني شاعرة؟

كان عليك أن تلاحظ أنّني طفلة
تحاول عبثاً إخضاع هذا الظلام لقانون الألوان
والجموع الغريبة "ألوانات ، كتيرات ، نجومات"

كان عليك سماع ضحكتي بدقّة قبل أن ترميها بصمتك
 لتُقتل ..

كان عليَّ ألّا أقرأ حصيلة شهداء الأمس
في مدينةٍ تنام على أجنحة "الطيور الطايرة"

أيضاً
 لا أعرف لماذا كنتُ مصمّمة أن أقف أمام المرآة كي أصنع منّي شاعرة

… ..
راقب ماذا سيحصل بعد قليل
 سأكون أكثر حنقاً
سأكرهكَ فجأة
سأنكر كلَّ ما قلته لكَ وكلَّ ما كتبته
سأعترف بأنها كذبات ملفّقة
تحت تأثير الوحدة المجانية الّتي تُوزّعُ في هذي البلاد يوميّاً
وسأختبئ بالحرب
سألتصقُ بالفقراء
سأنتمي للرصيف
سأهرب منك
هذا ما أفعله منذ فترةٍ كلّ البؤس فيها

… ..

لاحظ !
عليك قراءة كلّ هذا الهراء
دون أن تفكر في الرّد
وعليّ أن أكون شاعرة أكثر في المرة القادمة
سأحاول أن أكون جميلة
هادئة ، غير مرتبكة
قلت سأحاول

فالشّعراء يكذبون كثيراً ، تحت رفِّ المجاز
والشّاعرات يقترفن الكذب ويصدّقنه ، كي تنجو أحلامهُنَّ !

........
كليمانس دلا