تأمﻻت ..
التنظير العلمي الفلسفي ضرورة في بناء أية حضارة ، أي هو البناء الفكري للحضارة ، و من ثم ينتج عن هذا التنظير العلمي الفلسفي نتائج مادية ، هي عبارة عن النتاج المادي لذلك الفكر أو التنظير ، و هذا النتاج هو ما يظهر للناس و يستخدمونه و يصبح من ضروريات حياتهم اليومية ، مثل كافة أنواع التكنولوجيا من هاتف و كمبيوتر و سيارة و طيارة و ...الخ ، و أيضاً في التخطيط الهندسي للشوارع و اﻷبنية و ناطحات السحاب ، و كذلك في الطب و الكيمياء من أدوية و مستحضرات أخرى يستعملها المرء بشكل يومي و تلقائي ، و تعتبر من بديهيات الحياة المدنية اليومية ، و طبعاً هذه النتائج تظهر في كافة العلوم المادية و الطبيعية من فيزياء و رياضيات و هندسة و طب و غيرها من تلك العلوم المادية ، التي تعنى بشكل الحضارة ، و التي هي كما ذكرنا عبارة عن نتائج لمضمون و جوهر الحضارة الحقيقي و هو التنظير العلمي الفلسفي أو الفكر ..
و ﻻ بد من هذه العﻻقة بين النظرية و النتيجة المادية لتشكل الحضارة ، و بالتالي ليكون لها نفعها الذي يعم على الناس كافة ..
طبعاً و ليس كما هو متعارف عليه عند أغلب الناس أن التنظير شيء خاطئ ، فعندما تحاول المحاورة و الحوار بشكل علمي حضاري فكري في موضوع ما ، يظهر لك من يقول لك ( يكفينا تنظير ابن خلدون ) ، و ﻻ يدري أن تنظير ابن خلدون و أمثاله هو السبب الرئيسي في كل ما يدور و يظهر و يستخدم من أدوات و تكنولوجيا و طب و هندسة و غيرها من هذه النتائج التي تم ذكرها آنفاً ..
و لكن مع اﻷسف علموا أغلب الناس أن تنظير ابن خلدون و أمثاله هو كﻻم بكﻻم و هو شيء فارغ أجوف ﻻ جدوى منه ، و ذلك لتجهيل الناس و جعلهم جهﻻء ﻻ يفرقون بين الجوهر و المضمون من جهة و بين الشكل و الصورة و المظهر من جهة أخرى ، بينما أخذ غيرنا من الغرب و الشرق و الجنوب و الشمال تنظير ابن خلدون و أمثاله و حولوه إلى نتائج مادية ، و صاروا يصدرونها لنا لكي نستهلكها و نصبح مستهلكين للحضارة ، أو مستهلكين لتنظير ابن خلدون و أمثاله ، بدﻻ من أن نأخذ نحن تنظير ابن خلدون و أمثاله و نصبح صناع حضارة ، و نصدر للعالم نتاج تنظير ابن خلدون و أمثاله من الفﻻسفة و المفكرين الغير تقليديين ، كنتاج حضاري يعبر عن مدى تقدمنا و تحضرنا و فهمنا ﻷهمية التنظير العلمي الفلسفي ، و مدى أهميته في حياة الناس ، ﻷنه يحرر عقولهم و يجعلهم يتحولون من مستهلكين حضارة إلى صناع حضارة ، و من جهﻻء إلى عقﻻء ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق