الأربعاء، 29 مارس 2017

الحلقتان الخامسة و السادسة من ( النَّفق ) / سلسلة سردية يكتبها: خالد جوير / مجلة قطوف أدبية / رئيس التحرير: سمر معتوق










النفق .. ( الحلقة الخامسة )
لاوجود للرجال الثلاثة ..
اقترب أكثر ..
واستطاع بما تيسر من انبلاج الصبح أن يرى الدماء تملأ المكان ..
راعه ذلك .. ولكنه شاهد أن الدماء تتجه على شكل قطرات متقاربة باتجاه المنزل المدمر .. حيث بداية النفق ..
تردد بداية في اتباع آثارهم ..
لكن موعده مع رفيقه يحتم عليه السير خلفهم ..
إذ ان موعده معه .. عند بداية النفق ..
إنها السادسة إلا عشر دقائق ..
وعليه أن يكون هناك عند السادسة ..
ترك المكان .. متسللا حتى وصل إلى البيت المنشود ..
وهناك لاذ ببقايا أحد الجدران ..
أشعل سيجارة .. وجلس القرفصاء ينتظر ..
وتقاطر الدماء على الأرض يبتعد عنه بضع خطوات ..
تأمل خط الدماء .. ولاحظ أن المسافة بين قطرات
 الدماء تباعدت ..
تجاوزت الساعة السادسة .. ولم يظهر رفيقه ..
وبعد أن أنهى السيجارة الثالثة ..
قرر أن يدخل النفق ..
اقترب من مدخله .. فوجد أن الدماء هنا تحولت إلى خطين ..
أحدهما غزير النزف .. متقارب القطرات ..
ولاحظ أن بقايا المنزل من خشب محطم وأثاث محروق والتي كانت تخفي مدخل النفق .. قد تبعثرت
وانكشف مدخل النفق ..
توقف ..
انتابه الخوف .. وراح يتسائل مالذي جرى ..
وفجأة سمع صوت يقترب من الخلف ..
فتوارى على عجل ..
ومن مخبأه ...
شاهد امرأة تخفي وجهها .. يصحبها شاب ..
للوهلة الأولى ظن بأنها ذات المرأة التي ذهبت للحاجز بعد صلاة الفجر ..
ولكن ... ( يتبع  )
---------------
النفق .. ( الحلقة السادسة )
ياإلهي !!!!!
إنها زوجة رفيقه ...
عرفها من ثيابها ومن الجبيرة التي تغطي ذراعها المكسور ..
مالذي يجري ؟؟؟
هذا عنصر من الحاجز .. !!!
حاول أن ينصت لحديثهما لكن صوتهما كان أقرب للهمس ..
كانت تتحدث بصوت خافت وتشير بيدها للمكان الذي كان يجلس فيه الرجال ..
أيعقل ان تكون ذات المرأة !!!
أخرج هاتفه وكتب رسالة لرفيقه يخبره عن مكان زوجته .. ولكن الرسالة لم تصل ..
عشرات الأسئلة تنهش رأسه ..
لماذا لم يصل رفيقه ؟
وماذا يعني برسالته ..؟
ولماذا خطه مقفل ؟
وماذا تفعل زوجته هنا ..؟؟؟
وحين أطل من جديد ليراهما .. كانا قد اختفيا !
فقرر ولوج النفق ..
ودخل ..
ثم أغلق باب النفق ببقايا الأخشاب المحترقة وبعض الأغصان والخرق البالية ..
ومضى كأنه يدخل النفق لأول مرة !
وبعد مسافة قام بتشغيل ضوء هاتفه يتقفى آثار الدماء .. كانت ماتزال على شكل خطين متعرجين
إلى أن وصل إلى مكان ينتهي الخطان ببركة دماء صغيرة ..
جلس يحاول أن يفهم الصورة ..
أشعل سيجارة وراح يتأمل المشهد ..
لاتوجد إشارة في هاتفه .. فالنفق عميق  ومظلم .
فهم أخيرا أن الدماء لنفس الشخص ..
وأنه توقف هنا وعاد لبداية النفق راسما بنزفه خط العودة ..
شعر بالخوف ..
وتابع طريقه بخطوات مرتجفة ..
وعند نهاية النفق وقبل خروجه عادت الإشارة برسالتين ..
الأولى
( حبيبي .. ليش هاتفك مسكر .. قرأت ومارديت ... مشان الله لاتشغل بالي .. عنجد انت واحد غليظ )
الثانية ... ( يتبع  )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...