الجمعة، 7 أغسطس 2020

(حديث مع أشباحي): بقلم عماد أبو أحمد . سوريا


                        عماد أبو أحمد  . سوريا 


(حديث مع أشباحي):

في الليل أفتحُ شُبَّاكا من الأرقِ
حتى أكلِّمَ أشباحي على الطرقِ:   

عندي شرابٌ وأوجاعٌ معتَّقةٌ
أتشربونَ نبيذي؟ 
أم تُرى عرقي؟ 

كلوا من الليلِ في عيني
كلوا شفتي
ماذا تحبّونَ؟ 
قلبي؟
أضلعي؟ 
 عنقي؟

وفي الخزانة يا أشباحُ تسليةٌ
فلْتُخرجوا رقعةَ الشطرنج والورقِ

وعندما تشعرونَ الليلُ يسألُ عن
حُرّاسه
غادروا.. لكن خذوا قلقي 

إني بحاجة أشباحٍ أقول لهم:
كوخي هنا 
ومعي شعري 
معي ورقي 
 
لقد شربتُ بحارَ الأرض من عطشٍ
ولم يزل في فمي شيءٌ من الغَرَقِ

الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

قبضة روح : بقلم عفاف الخطيب . سوريا



عفاف الخطيب   . سوريا 


(قبضة روح)

يبدو وكأن ذاكرتي لن تتوب عن خطاياها؛ بل ستستمر في سردها لأحداث الماضي اللعينة.
لطالما حاولت اقتلاع نفسي المتجذرة في أعماق هوته السحيقة ودون جدوى،
 هزيع أيامي كان كفيلاً بتحويلي إلى جثة هامدة يزملها الوزر حتى من تعايشي مع نفسي 
ومابين عَرْك السنين وعقمها ثمة كأس يتخبط في دماغي رافعاً نخب عثراتي من ذلك القتال، 
إلا أنني فهمت أخيراً _ ولا خيرَ من فهمي _ هذه المرة بساطتي التي تحيق بكل ما حولي لم ترشقني بحجارة التجاهل لآمل أن الدنيا مازالت على مايرام؛
فماعادت أكبر النوائب خروج أبي من الموسم بمحصول قليل 
ولم تكن أعظم المعاصي ترك فردة الحذاء مقلوبة نحو الأعلى، 
العيد ليس يوماً في السنة بل لحظة باطنية تشهد ولادتك الحقيقية، وإن السعادة كامنة دائماً وأبداً في المستحيل.

أيهما أصدق؟!
 خرافة البوم التشاؤومية، أم مجازر الموت التي أشهدها يومنا؟
بصيرتي ذات الرجل المبتورة، أو بصري الذي بطول أنفي ؟
حيث
انبلجت الحياة في داخلي،وقد تربضت على صدري أقصلُ من ذاتي في سبيل إيقاظي،
ذاب الجليد وماعادت ظراره تجلب نفعاً مع رمق براءتي كي تحجب. رائحتها المقززة من خيبات الزمن

الأحد، 26 يوليو 2020

( محاكمة ): بقلم ريان جربوعة . الجزائر


                          ريان جربوعة  . الجزائر 

( محاكمة ):

تم إعتقالي في ساحة أمام البشر
كبلوا يديّ بأصفاد برودتها
ساقوني إلى المحكمة ولا أزال أعانق السهر.
تحامى الدفاع بأني أروح ضحيةً للغدر
قلت:
 نعم سيدي فهذه ليست صدفة إنما حيكت تحت عباءة القدر
هذا الزمن الذي تسيطر فيه أسياد الشر.
ألا تخافين؟
قلت: لا؛ لست من يختلق الأعذار
أنا من ولدت من رحم علمني معنى الإصرار
وتعلمت الصبر في بلد أنجبت الأحرار
فإن كان بعضها لصدق خائفين
فنحن البقية وللأمانة من الحافظين
قال:
 أدهشتني شجاعة من درس علم القانون
حقا جريمة بأصابع الفنون
ياسيدي هل أصابتك حروف الجنون؟
قال: وهل في غيابك يبقى معنى لحرف النون؟
قلت: احذرك من الغوص في عمق البحار
لاتكن لهم عنوان الاختيار
أهذه بداية أم هي انتحار.

السبت، 25 يوليو 2020

انتظار: بقلم وفاء عبد الحفيظ . مصر


                       وفاء عبد الحفيظ  . مصر 


( انتظار ):

على خارطة الغياب
على أحرف الوله نثرت
قصائدي
حين أمسكتُ بنبضي الحزين
تأوهت حروفي بين تمتمات الروح
أنتظرك عند خيوط الفجر
حين يشق الصدى نبع الحب
بين طيات الوجدان رحت أفتش عنك

حين الأماسي القمرية حيث
سكون الكون
حين تعزف حروف العشق
أجمل الألحان
حين تتضافرخميلة أغصان الوله

أنتظرُك على أنين الشوق
حين رأيت ظلك أمامي
خلتُه الوهم الجاسم على صدري
وقتها أشعلت نار الغربة المحرقة
في فيض الحب
أضرمت نيران العشق
كالنار تأكل في الهشيم

أنتظرُك
أيها العالق بين الروح
أيها السابح في الأعماق
أيها الحبيب الغائب
الحاضر في حنايا القلب

انتظار القلب حين تتمزق
أوتار العشق بالغياب
حين تتوسدأنفاساُ عشقتها
حد الألم
على خاصرة اليقين تائهة
أضمد جراحي
أطبب جروحاً غائرة حد النزف
أعود ألملم شتات الروح
حين بعثرها غيابك

أنتظرُك على حافة الأمل
أراك يانبعي الوارف ارتواء
يامهجة القلب بلا رياء
يانوراً أضاء لي السماء

أنتظرك عند خيوط الفجر
الموشىّ بزهر الحب
حين تبعثرني تأملات تأتيني
نسمة رطبة حانية
تزيل ماتقاطر من دموع
تجري على وسادتي
حتى بللتها كأمطار هطلت

أنتظرُك على وتر القلب
يأتيني بك لتضخ الحب
في العروق
حينها يتحرر النبض ويعيد
للقلب الحياة
تنتعش دقاته بهطول زخات
العشق
هيا إلىّ أقبل إلى عرين الحب.

( مؤتمر العفاريت ) بقلم عمار بحلاق . سوريا


                         عمار بحلاق  . سوريا 



( مؤتمر العفاريت ):

احتدم النقاش في بئر برهوت، تحلّق العفاريت حول انترخسيوس لتلقي المهام، فقد أعلن الأخير لحظة النهاية وأوعز لجنوده أن يستنسخوا تنين اللابو من جديد، وأوكل إليه مهمة ابتلاع ماء الفرات حتى تنكشف جبال الذهب، كما أوعز لأم الشعور أن تتحيّن امتلاء سد الجنوب لتنقر جداره وتغرق وادي النيل.


الاثنين، 20 يوليو 2020

الحزنُ لا يزعجني: بقلم سلوى إسماعيل . سوريا


                        سلوى إسماعيل  . سوريا 


الحزنُ لا يزعجني:

هذا السكونُ 
المتكيء على خاصرة 
يومي النزق 
يغيظني
هذه الرّيح الصاخبةُ
على أطراف وحدتي
تثيرني
تشتت أنامل الفراغ
وهي ترتق آخرَ شقٍّ
في خيمة السماء.

***************
هذا الحزن الناعم 
يذوب كقطعة حلوى
ممزوجة برضاب اللحظة
هذا الحزن لا يزعجني
يتسلل بعذوبة ساقيةٍ
تدغدغ حصياتِ لهفتي
تدحرجها برقةٍ حتى آخر شهقة.

****************
الرّيح الثملة 
تجدّل أعصابي ضفائرَ
تهديها للبحر
لتهدأ شباكُ الصيد 
المرمية عند خط الأفق
السكون امتلأ بغبار الفكرة
غمس قلمه بمحبرة الشوق
ليخط هذه الكلماتِ الخرقاء
حافيةً تعبر جسر الغربة
بحثاً عن وثيقة تثبت 
أنها مازالت على قيد الحبّ.

الأحد، 19 يوليو 2020

على حبلين أمشي: بقلم شمس الدين الغانمي . تونس


                      شمس الدين الغانمي . تونس

على حبلين أمشي:


على حبلين.. أنا أقف..
تارة أمشي،
و أخرى من حِملي.. أرتجف،
لكنّ، صمتي ضجيج كعادته،
فكيف اليوم يختلف؟
وأسئلة الرأس لا حدّ لها،
 و قلّما ليلاً بها رأسي تعترف.

*********************

على حبلين إذ أقف،
تمضي الطريق
تقتاتُ ،من عمري، صدى همسي
لنجمٍ دلّني ، زمناً
على أحلامي التي بها صَلَف،
موتوداً، و خابرتها..
 ما ردت مشاكَستي
تُرى هل في غيهبٍ تاهت؟
و اختفى القنديل في بعض أسئلتي :
فكيف يا قصّاص تحكيني؟
حين لا تُحاكيني،
و أنت الآن
 من يصفُ.

******************

تمضي الطريق
و أنا مَن على رخوِها، يقف
فيا عيناي كفى عبثا
قلبي الذي بات يكذّبني
بعضَ الخلد، مازال يلتحف!

*****************
تجمّد التوتُ ما بين دمي و فمي
كمقاصل للروح،
 تشتهي الرقص
كلماتي التي جيدُها نحِف
 أغازلني حين أذكرها،
 فيُنسيني، عن كُحلها، الشغف
أُراجعني متى  أصل
لأطيافِ ريمٍ ،
 عن تخوم القلب تنفصل ؟
 مَن خاطت الريحَ لأشرعتي
رويدكِ
على حبلايا، أنا موجودٌ أنا أقف

الطفل فيّ، ما زال يُسائلني
و أنا..
بعضَ سودِ في شيباتي
مازلت أكتشف.
فيا ليت شعري
هل أستقيم،  والحرف عن اللّب.. ينحرف ؟
و يا ليت خوفي ...
هل أرتق الحبل للريح ثانية ؟
أسأل الموج الذي قد جابل غضبي :

          قلْ يا جدّافُ ،
          وطني ...وطني
           متى؟
         متى يقف.

                                     

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...