الأربعاء، 1 مايو 2019

(الكابُوسُ/ الحقيقةُ) للشاعرة التونسية فاطمة محمود سعد الله


                   فاطمة محمود سعد الله  . تونس 

(الكابُوسُ/ الحقيقةُ)

في عيدٍ  يمجّدُ عرقَ الكادحات
تتوشّحُ الأشْجارُ بالسّواد
تُرْفعُ الأكفانُ راياتٍ مطرّزة بحنّاء الشهادة
وتلْك الطريق...
وقد اعتادتْ  أن تتعطّر  الأهازيج ورائحة الخبْز
ساخناً..
هي ذي تقيمُ اليوم مراسم الحداد..
مقعدان في مدرسةٍ..
خاويان..
ينتظران عوْدة عصفورتيْن،حلّقتا بعيداً..بعيداً
مقْعدان
يتضوّران شوْقاً إلى عصفورتيْن طارتا..
تطاردان رغيفًا يتوهّجُ شموخاً وإيثاراً..

آهٍ يا بلد!
كيْف فرّطت في الأمّ والبنْت والولد؟
لا تقضمْ أنامل الطين ..
أسدل الستار على "كوميديا الربيع"
وودقّتِ المساميرُ في نعوشٍ منْ وهْمٍ
و نمارق تخدّرُ القطيع.
هذا علمُ البلاد..
آهٍ يا رمز السيادة
والشهادة
والصبر والجهاد..
يرمّمُ أسطوانة مشروخة تردّد منذُ ألف عام:
نموتُ تموتُ ويحيا...
يموتُ الكادحون
تموتُ الكادحات
ليحْيا...من؟
الوطنُ يُحْصي الرؤوس المبعْثرة
والأناملُ المبتورةُ تقبضُ على "أجرةِ يوم"
شمسه تقايضُ الحياة بالموت
تقايضُ الخبْزَ بالحياة

بأيّ وجهٍ.."عدْت يا عيدُ؟"
المقابر متعبة
الأكفانُ مبلّلة بالظلم
مخضّبة بحنّاء الرحيل..
كاذبةٌ أنتِ يا ثورة "الياسمين"
نائمةٌ أنتِ يا حرّيّة بين القضبان
فالانكساراتُ تسكنُ " دوّاراً" انطفأتْ أضواؤه..
ذات كابُوسٍ حقيقيٍّ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...