الثلاثاء، 26 مارس 2019

مالم تقله الطرقات. الشاعرة المغربية زكية المرموق


                         زكية المرموق. المغرب


وأنت تركض كأرنب بري
داخل اللوحة
تذكر بأن الإطار مقصلة
والألوان متاهة
كفكرة لا تجيد القفز
عبر سياج القصيدة.

أنا النقطة التي فاضت عن السطر
أقف على سجادة النحاة
مثل إبرة
يسد عينها جرح.
أغسل المعاجم من لغة الخشب
وأرمي لثعالب التأويل
آخر عظمة
في حظيرة الكلام.

أطعم الغبار حنجرتي
كي أتخلص من أصوات الزومبي
لكن بعض الصمت تهمة
والأبواب مخبرون.

لا ترم خسارة بأخرى
ليس حراً
من لا يملك شيئاً ليخسره
يا باولو كويلو
ومن لا يملك شيئاً ليخسره
تحول إلى لا شيء
فهل تدري بأن اللاشيء
فزاعة في أرض بور ؟

ماذا لو تركت جثتك
تجف في قلب شجرة
كي لا تموت مرتين
ربما تحولت إلى عش
فلا تلبسك الوحشة
العش أصابع الله.

أيها المتشرد في الوقت
هناك ما لا تقوله الطرقات
وبعض الإشارات مكائد
لكن القلب شراع.

لا سواي في العاصفة
وظلي وحيد كرمح
عاد متوجا بالهزائم
أبلل الجدران بالاستعارات كي لا أجدب
فلا تلبسني الحقيقة قميصها
في مهب الفحيح.

يدي طائرة ورق
فكيف أقارع نزف الجواب
الضباب يفترس الأسئلة
والشاعرة التي تحدق فيك
لا تراك
ترى من السجين ومن السجان ؟
أنا مسبحة المريد
تدحرجني أصابع العزلة
أمشي ورائي
حتى آخر لوح
واللوح للدراويش نجمة
وطريق.

الحمامة التي تربي نسرا في سريرها
تحولت إلى بردة
والبردة وبر للريح.

يا صاحبي :
الخطو أوسع من الطريق
قلبي شجرة
وهذا العالم نقار خشب.

أيها الرب
دمي صلصال قديم
في مسلة منخوبة
لم تقبلها المتاحف
فأي ثقب يؤدي إلى الحياة؟.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...