السبت، 30 مارس 2019

كم صديق يلزم لعبور الحياة؟ للشاعر المصري محمد زين


                         محمد زين.  مصر 

كم صديق يلزم لعبور الحياة؟

كم صديق يلزم لعبور الحياة؟


الصدور بيت الله لتجميع الابتسامات العابرة ،

ولأن مشقة الكره أكبر من حجم الألم ،

سأظل أبحث عن نبتة خضراء في قلوبهم ،

فنهاية ساقٍ طويلةٍ من الشوكِ وردة ٍ حمراء.




أنا أحب النزول في الفنادق الصغيرة

فقلوبهن أكثر دفئا

وأكثر اقترابا

: ما الذي جاء بك أنت؟

وما الذي يمنعك من الكلام؟


: للأيام رسائلها لمن يجيد القراءة

ويخشى الألم

لمن أرهقه البحر وخاف الندم

فكن حذرا أمام الغرباء والموج

البحر صديق فقط لمن يراقبه من بعيد


: يا صديق الوحدة والانتظار

العين الجميلة ترى الجمال من بين الخرائب

وعين المحبة يأتي لها الحب من جميع الأفئدة

نار الألم هي ذاتها نار تنير الطريق

والمسافة بين الوصول والانتظار

خطوة واحدة

لا تكره القلوب التي قد خانت

وتذكر

قبل أن تخونك كيف كانت

فما بين حبنا وكرهنا

لحظة كانت فارقة


: قبل أن يمسني الموت في المرة الأولى

قالت لي الحياة

كن حذرًا

ولم أستمع لها


كن حذرًا

حين تمنح تأشيرات الدخول للقلب المحصن

حين يستدرجك الغرباء للتعارف / للتفاوض

على اختراق عزلتك وعالمك المفضل


كن حذرًا

فقبل أن يصير الناس ذوي رؤوس وأقدام وأيادٍ

كانوا أشجارا مسالمة في جنة التكوين

إلى أن تميزوا بالغدر والمعصية

فصاروا

في الغربة والتيه

صاروا

من تراب وطين


: يا صديقى يعرف الشيء بضده

فافتح القلب لتقلبات الفصول

ترى الحياة حديقة واسعة


إنّ من الأشجار من يطرح شوكا وحسرة

ومن البشر من في صدورهم دار للغريب وموائد السماء

فربما ترك الزمان فينا حوافره العنيدة ومضى

لكن الوطن صورة نراها في قلوب من نحب


: كن حذرًا

فخلف كل ابتسامة مبللة

شَرَكٌ معدٌّ لك

ووراء الأحاديث الطويلة

عالم من الغموض والأسئلة

فلا تراهن على كأس النبيذ

أو الصديق

أو امرأة قد تحبك


: يا صديقي إن فاتك الحب يوما

تتزين الغربة لك كي تستقبلك

كن بحارًا

يعشق المغامرة ولا يخشى الزائرين

فأشجارهم تَهِبُ القلبَ طمأنينة

وإن كانت كاذبة


: الغربة تزداد شراسة كلما اقتربت من البشر

والجناس واضح قديم

بشرا / شرا .. شرا / بشرا

الباء حرف زائد

باب للخداع ليس أكثر


: غفر المسيح لقاتله فلا تكره !!

الكرهُ جرحُ موجعٌ للقلب

دواؤه المغفرة

نعم.. لم تكن يوما غاباتُهُم آمنة

فقط لأننا نحتاج الأمان / نهبهم الأمان

ولأنني أحتاج الأمان في غربتي

جئت أبادرك الكلام بالكلام

فهل لنا بجمع الذكرياتِ..

الألم زائل 

لكن الذكريات قد تدوم


: عفوا ..

أنا لا أراهن على الأعداء أو الأصدقاء

فكلاهما لا يدوم.



هناك تعليق واحد:

  1. الأبيات تفتح الأفق كي تدرك ذلك الشئ الذي أشبه بأن ترى السماء من فوق السابعة أو أن ترى الماء من عمقه الأخير أو أن ترى الحياة بعين طفل ولد فوجد عمره تجاوز المائه هكذا أبياتك دائما تحمل الحياة للحياة

    ردحذف

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...