الخميس، 27 يوليو 2017

حينما وُلدتُ- عبد الله بليحان السمعو /مجلة قطوف أدبية /رئيس التحرير :سمر سليمان معتوق / نائب رئيس التحرير : نسرين العسال تحرير : موسى سعيد


حينما وُلدتُ كان علىٓ أُمّي أن تفي بنذرها لجارتها العقيمة
 لذلك أنزلولي من (طوقها)
هكذا أصبحتُ إبناً للمجاز من أُمٍّ عقيمة
يومها وضعوا (جدعة سُرّتي) في مكتبة أبي

لم يعد يأبهُ أبي كثيراً
بعدما ردّدها الأطبّاءُ على مسمعه مراراً
( لن يعيش طويلاً هذا الطّفل)
لكنّ أمّي استمرّت في فتح ثلاثة أزرارٍ من غريزتها لتُرضعني

حينما كانت أُمّي تضغطُ بإصبعٓيها على ثديها لتُسكت بكائي
كان أبي يُحاول تفسير
لماذا الوقتُ يجلسُ في أزقّة حيّنا
ولتُثبت أمّي لأبي أنّ الوقت ينتظرني أنا
قررت أن ( تُملّحني )
لئلّا يكون لعٓرقي رائحةٌ عندما أكبر
 وأطارد الوقت في الأزقّة

سرعان ما انعكس هذا الأمر سلباً عليّٓ حينما كبرت
ولأنّ الغيرة عدّاءةٌ ماهرة
كانت تتعرّقُ من خلالي
هكذا أصبح لعرقي رائحة
ولهذا كان لزاماً على حبيبتي أن تغسلني وتغسل غيرتي

لم أكن معصوب العينين
حينما أوشكت السّيارات أن تدهسني
كُلُّ ما أذكرهُ
قبل أن يتجمّع المارّة حولي وأنا ملقىً على الأرض
أنّك تراءيت لي
فقفزتُ قبل أن يرتدّ لي طرفي
كطفلٍ رأى أمّه على الطّرف الآخر من الشّارع

حينما كنتُ طفلاً
لجأت أمّي ( لصبّ الرّصاص )
قراءة المعوّذات الثّلاث
تكرار سورة الإخلاص
تبخيري ( بالحرمل)
 أخذتني لأحد الشّيوخ الذي قام بكيّي فوق سُرّتي ثلاث كيّات
وكُلها محاولات لتجفيف ثدي التّخمين
هكذا حتّى توقّفتُ عن البُكاء حينها

حتّى أمّي تعرف أنّي كبرتُ على هذه الحيل
وأنّه لم يعُد بإمكان شيءٍ أن يُسكتني
إلّا عناقك أنت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...