سأروي لكم الحكاية ..بتفاصيلها و مغامراتها..ببساطتها و سذاجتها..
بعمق الرابطة و سطحية التعامل ..ببراءة البداية...و وحشية النهاية..
بالذكاء الذي غلّف الكلمات..بالوهم الذي تُرِك بين الأسطر..
بالتّخيل الذي أرفقته الصور..بالوجود و العدم..بالإنتظار و الإهتمام..
و تلك الذاكرة التي تحتضنه في كل مكان..
تلك الحكاية التي لا نعرف كيف بدأت دون أمكنة و شخوص..
دون عرض و عقدة..دون تسلسل للأحداث..
مجرد حروف جمعت بين الأضداد..بين النار و الماء..
بين الأرض و السماء..بلقاء روحي ..و كم هو صعب التقاء الأرواح..
لم يكن ضرورياً أن يعيش أحد أطراف تلك الحكاية أي معاناة..
تسلسلت الأحداث دون إدراك..دون أي منطق..بعشوائية و شفافية..
ليُشكلا عالماً خاص..يُحلقان فيه معاً..و تلتقي فيه تلك الأرواح
العطشى لمشاعر من بوح آخر ..يسمو على أي معنى..
تقرأ فيه العيون..و تفهم تلك الكلمات التي لم ينطقها اللسان..
يأكل أحدهم ..فيشبع الآخر..يظمأ الآخر ..ليرتويا معاً..
يبتسمان في تلك اللحظة التي أرادا فيها البكاء..لا تبرير و لا تفسير..
و لا شيء يعرفهما..يلتقيان دون ميعاد..و يتخاصمان لأنهما وصلا
تلك الحدود التي تفوق الحب بكثير..يتصارعان بالإنتظار..
بالتحدي..بالغياب..خصمان يلاكم أحدهما الآخر ..
في اللحظة التي يودان فيها احتضان بعضهما..
يسلكان نفس الطريق و لا يلتقيان ..كخطين متوازيين أبداً لن يفترقا..
هما روح خلقت لجسد..و جسد أبى أن تُبث فيه روح الحياة..
يجمعهما شيء ما...لا يعرفه التاريخ..و لم تناقشه كتب الفلسفة..
رابط أقوى من رابطة الدم..و حب لم يتغنى به بعد..جمالية العلاقة..
و ائتلاف المشاعر..و دفء القلوب..و الفقد المتوقع ..و عقدة النهاية..
هما يتنفسان معاً ..أحدهما يدخل و الآخر يخرج..
و التقاء الشهيق بالزفير موت..هما اثنان .. شكّلا واحداً ..
و أبداً أبداً لن يلتقيا.. (مجرد خدعة)
أحمد حجو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق