الثلاثاء، 27 يونيو 2017

ليلة العيد / الأستاذ: عمار بحلاق / مجلة قطوف أدبية / رئيس التحرير: سمر معتوق / نائب رئيس التحرير: نسرين العسال




ليلة العيد
في جوف الليل خطرت
صور تتداعى من أمسه ...
" تدحرجت طفولته على الطريق خلف أبيه ، تمتم بخبث:
_ الحمد لله لدي الكثير من العمات... وأمام بيت عمتي الصغرى ساحة أراجيح"
عبّ من سيجارته نفساّ عميقاً ، تسامى دخانها في السماء...
" استقبل الصباح على شرفة منزله ، أخرج سيجارة استلها خفيةً من علبة سجائر ابيه ، عيناه لاتفارقان النافذة هناك ، أشعل سيجارته من الخلف حين طلت من النافذة ورمت إليه بابتسام"
ارتشف من فنجان قهوته حلما....
" تسارعت خطاه تعبر زقاق حيها ، حتى وصل إلى باب المنزل الذي دخلت إليه حين تتبعها وهما عائدان من الجامعة ، طاف حول البيت وفي كل مرة يبطئ الخطو أمام الباب ، سمع صوت رجل من الشرفة يصرخ:
_ أنت هناك ؛ هل لك شيء في هذا المكان
رد مرتبكاً
_ أبحث عن شيء ضيعته في هذا الزقاق"
انتابته موجة من سعال مخنوق ارتد بعدها ليسند ظهره على مخدته ويلاحق انفاسه....
" أصوات القذائف تهز سكون الليل وتهد سكينته ، تأمل برعب محموم خوفهم في زوايا الغرفة ، وقف فوق سجادة الصلاة وكبر لركعتين يتضرع بهما إلى الله ان يحمي أولاده كرمى لقيامه ليل رمضان .
أبت دمعة أن تخرج أمامهم
من حدقتيه"
هبت من أيكة الياسمين إلى جواره نسائم مشبعة بالعطر...
" رن الهاتف ، أتاه صوتها يحمل لهفة الدنيا ، لأول مرة منذ سنين بادت يشعر بالعيد"
تأمل وحشة الليل حوله ، أطفأ سيجارته وغبّ مابقي من قهوته ، ليس للعيد ملامح في تكهّل أعماقه .

عمار بحلاق
ليلة عيد الفطر ٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...