حي الشآم وحي من حياها
واخفض جناح العشق إذ تلقاها
وارفع جبينك للسماء إذا ارتضت
لك أن تكون حبيبها وفتاها
وإذا دعتك إلى المفاخر نزعة
فاسجد وقبل سهلها ورباها
وأقم بدار بني أمية واستمع
أخبار مجد لم يكن لولاها
لله درك يا شآم أبية
حار الطغاة بعزمها وإباها
لكن إذا ساءلتها ما بالها ؟
تبدو وقد حل الزمان عراها
فاحبس سخي الدمع عند سماعها
واكتم لهيب القهر حين تراها
ما بالها تبدو كأم ضيعت
أبناءها ؟ وضياعهم أضناها
أو غادة قد زينت لزفافها
فأتت صروف الدهر عكس مناها
دار بأرض الشام كانت جنة
في كل آن يستطاب جناها
وتغرد الأطيار في أفنانها
صداحة سبحان من سواها
وتغار من أنوارها شمس الضحى
وتؤمها الأقمار دون سواها
تسعى لها قدم الكرام تزلفا
وتسارع الدنيا لنيل رضاها
لكن أقدار القضاء جرت بما
لا تشتهي فتعثرت قدماها
وتثاقلت خطواتها نحو العلا
وتسارعت نحو الحضيض خطاها
نفثت ثعابين المجوس بصدرها
سما ودنست الكلاب ثراها
وتكالب الأوغاد حول عرينها
من كل حدب يبتغون أذاها
يارب شامك قد أصاب فؤادها
قرح وطال أنينها وأساها
وقفت بوجه الحاقدين وحيدة
مخذولة بسواك خاب رجاها
رفعت إليك أكفها بضراعة
تدعوك فاسمع واستجب لدعاها
وانصر رجالك في الشآم وكن لهم
عونا إذا الهيجاء شب لظاها
واكلأ بعينك أرضها وسماءها
واضرب بمكرك كل من عاداها
أبو معاذ قرية الركايا ادلب الحرة
15_3_2016
عبد الله الأحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق