أوتيتُ من البؤس كثيراً
قُدّر لي هذا قبل نشوء الخلق و ارتقاء الإنسان نقشت حزني على جدران المعابد ،
و أشرعة المراكب المسافرة .
داستني حوافر الخيول / الفيلة / الأجيال
مضغتني أفواه الشعراء و بصقتني ألسنة المهرجين
لي في ذاكرة العصور : استغاثة ، و على
جماجم القتلى : طعنة ، كل القتلى
لا أتعس من ظلي ، أدمته السبل ، و ركلتني الجهات
منذ بزوغ العاطفة _ و شارب الأرض لم ينبت بعد_ سلكت الطريق اليك ،
إلى البؤس ، تحملني ظهور أجدادي المائة ،
آبائي الذين تواتروني حتى هنا.
أنا البائس دوماً . قدر لي الخراب ،
منذ ركب جدي السفينة و لم يعتصم بالجبل
قدر لي الخراب ، مذ تخلى جدي عن الحسين
و لم يقتل في كربلاء
قدر لي الخراب ، مذ أخطأ المغولي الأشقر بطن جدتي ،
و نجا جدي العاشر لاعوجاج في بندقية العثماني الأخير
قدر لي أنت ؛ لأكتب هذا النص بائساً/حزيناً /كئيباً ،
لا جهة تلم شعثي و قد أبتلعت الأفق ،
و لا حتمية تهديني الصراط ، صراط الذين أُسري
و أُعرج بهم الى فلوات العدم ، صراط الذين لفظتهم الكينونة ،
صراط الموت ياصديقي ، و ختامه أنت..
عبد السلام القيسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق