الجمعة، 4 سبتمبر 2020

الوجه الماطر _ سلوى إسماعيل





      الوجه الماطر

سلوى إسماعيل _ سوريا

..........

غريبان 

في الخيال

نتشارك ظل وردة

قبل أن تغفو 

لنتحرر من قفص المسافة


على مائدة الليل 

نتقاسم كسرة شوق

نؤلف مقطوعة موسيقية

بحجم اللهفة

نراقص أكواب الغياب

نحيط خصر الصدفة 

بغصن أخضر


الوجه الماطر

غادر غابة الصفصاف

وشهوة الجدول

وحدها الرّيح 

تثير رعشة الساق

لتتساقط نوايا الشجرة

ورقة ورقة


أنا ذاك الحلم الخفي

في ثنايا العقل

القلب 

 كنسمة شقية

أتسرب عبر مسامك

لحناً ثملاً

ينزع قميص ليلك

زراً زرا

ينثر قمحك 

يعجنه بلعاب اللحظة

حتى تنضج

رغيفاً شهيّاً

يمضغه الليل حتى مطلع الفجر




السبت، 29 أغسطس 2020

وصية حب وحرب_ عفاف حسين الخطيب



عفاف حسين الخطيب

وصية حب وحرب

 


"ناديا"... يابنة الياسمينِ ذات الصّوت العندليبيّ..

 


من المُؤكّد  ستَسألينني لِماذا لَم أضع تاريخاً أو عنوان ؟! فَأجيبكِ واليأسُ من وصولِ هذه الرسالة يُقيد أُمنيتي بحبالٍ من الخيبة،

 وإنْ كُنت لا أتجاوزُ القواعدَ بِهذا؛ فمن الأفضلِ أن تَبقى على حالها  لأنني حقاً لا أملكُ موعداً دقيقاً أعِدك به،

ثمّ إنّ رسالةَ القلوب لا تحتاجُ إلى كل هذا الهراء، فاطمئنّي يا حبيبتي .


أمّا بَعد....:

أتراني حقاً أَسرفتُ في التّفكيرِ حتى استقامَت تلافيفُ دِماغي صفاً واحداً؟! أم أنّني سأموت قبل أَن أُكمِل طُقوسَ دفنكِ في داخلي وكأنكِ تَتشَبثِين بالتعريجةِ الأخيرةِ من نبضي قبلَ استقامتِه ؟!

 هُنالك الكثير من الأسئلةِ التي تتخبطُ في رأسي، تطرقُ نواقيَس غفوتي بمدقةِ الاستفهام المُفرط.. 


ماأدراني؟ الحياةُ عاهرة وإنّ الحربَ لَيست نزيفٌ خارجيٌ وأصوات قنابل!؟ ثم إنّ الفقدانَ لا يعني ما خَسرته جَرّاء هذا الصّراع!

فالقبحُ لا يكمِن بعددِ الأشلاء التي لفَظتُها الجِثث و ابتَلعتُها عُيوني..


أسألُُ نفسي في كلِ مرةٍ!! 

 في كل مرةٍ أعودُ فيها من خطِ الجَبهةِ سالماً، وأنا أتحسسُ  يَدي دونَ أنْ ينقصُها إصبعاً واحداً،  مع جسدي الذي أنقُذه قبل أن يأكلُ الرصاصُ شطراً منه...

كيفَ لِطابقي ذاكِرتي أن يَحتفِظا بهذا الكمِّ الهائلِ من الأحداثِ ؟؟ مثلَ تواقيعٍ توثقُ صِلتُهما بي، وأنا الغَريب الذي لا أذكرُ من الأمسِ سِوى أنّني استطعتُ النَجاة من فمِ الموتِ مرةً أُخرى قبل أن يُبلعمني.. 

 أتراهُما كَانا يُدوناها على جُدرانهما القَديمة كما يفعلُ العاشِقون في شوارعِ دمشقَ ينثِرون الياسمينَ حروفٍ من الحبِ هُنا وهُناك ؟

 أمْ أنّها كَانت جُرحاً قديماً ينزّ على عجلٍ فَازدرَمتُها دفعةً واحدةً خشية من الغرقِ والنسيانِ ؟! 


ثمّةَ صوت يهمسُ مِراراً في أُذني، يَسألني قَتلكِ في داخلي قبل أن  تَحتليني، مثلما أفعلُ دائماً مع العدوّ، فَقلبي أيضاً أَرضي،

أَرضي.... 

التي ما لاقت أرضاً تَحتويها غير أنكِ كُنت في رُدهةِ أعماقي مُتعلقَة بأوردتي التي تخفقُ حُباً لكِ وحدكِ،

 ويستحيلُ عليّ.....

يستحيلُ عليَّ قتلُ هذا الوجهِ المَلائكيّ، قتلُ تلكََ العيون التي تحتضنُ مجرّاتَ الكواكبِ بين طبقاتها ،تلكََ العيون التي يَتهاوى منها ألفَ نجمٍ كُلما تحدثتِ،

والصّوت يزداد خفتاً

ماأكبركَ من غبيّ!!

 ألا تُؤمنُ بالنّصيب؟! 

تعتقدُ أنّ الوفاءَ رابطاً مازال موجوداً ؟!

 إنّ الانتظار لا يليقُ بفتاةٍ مثل "ناديا" ، سائقُ القطار لن يدعها في المحطّة وحيدة يا عزيزي،

وأذكرُ أنّك مُلحدٌ بدينِ الأمل!! 

ما الوحي الذي ألهمكَ بإيمان اللقاءِ بعد هذا الزمن؟!

وبينما اليأسُ يأكلُ الكسرةِ الأخيرةِ من رغيفِ الأملِ الجاف الذي مرّ عشرَ سنوات وأنا أقتصدُ به خوفاً من ليالي حَذّرتني منها جدتي...

 ليالي أبيتُ فيها دونَ قطعة واحدة ،

 قبل أن أتلوذ على نفسي كي ألاقيكي في منامي وأخبرك عني، 

النوم لا يعرفُ سبيلاً إلى عيني، أتربع في كنفِ الهزيعِ صديقاً ينحبُ لي وأنحب له ، فهو الآخر أنهكهُ  غياب النهار 


"ناديا"....

إنّه الشهرُ الثاني الذي يمرُّ بدون زيارة منكِ، بدأت أسأمُ من خرافةِ ُعُذر الغائب

الصّوت يراودني ثانيةً، يملأُ شحمةَ أذني بهمساتٍ غبية قاتلة ...

يالكَ من غبي! ألم أحذّركَ من خيانةِ السلاح؟

حينما يكتسيك العجزُ والنّدم والشجن سوياً؟

 حينما تستدعي الأجلَ ولا يلبّيك؟ 

يبدو وكأنَّ شيطانَ الشكِّ عقصني فعلاً

فتصرّفاتي لم تكن مجانبة للمعقول حتى غدوتُ أعتقد بصحة قوله 

والشيب يملأ رأسي، يسلبُ مني ربيع أيامي! 

مدوناً بهالاتهِ السوادءَ خرائطَ أسفلَ عينيَ على متنِ روحي الخائبة كي لا أتوه عن نفسي إذا ما أردت الاستدلال يوماً ما ...

وبالرغم من أنّ إكسير المعجزات لم يكن موجوداً في داخلي مرة لكنني أعترف بشبه قناعتي بوجوده.. 

 فاليوم قد حُدِّدَ موعدُ تسريحي من الخدمة، وأنافي طريقي إليكِ، قلبي يسبق قدمي،

"ناديا"...

إنني أخشى الفراق بعد الفراق، أرجو أن تكوني قد استملت رسالتي، لن أتأخر يا حبيبتي

وداعاً للعالم وأهلاً بكِ.



ثمّةَ اعتراف آخر ...

إنّها الكلمات الأخيرة التي كان يودّ إخبارك بها قبل أن يكمل الموتُ مضغه جيداً في صراعهِ مع اللحظات الأخيرة من مغادرة الحياة ولقائها   

ولأنّ المَنية كانت تخشى خشيته من الفراق ستدعه ينتظرك في الجنة ربما يكون لكم هناك لقاء!! 



#صديقه الخائن الذي تمسك بإبرة القلم كي يُضَمدَ قلبكِ وتَرك جرحه دون خياطة


#عفاف حسين الخطيب.

الجمعة، 7 أغسطس 2020

(حديث مع أشباحي): بقلم عماد أبو أحمد . سوريا


                        عماد أبو أحمد  . سوريا 


(حديث مع أشباحي):

في الليل أفتحُ شُبَّاكا من الأرقِ
حتى أكلِّمَ أشباحي على الطرقِ:   

عندي شرابٌ وأوجاعٌ معتَّقةٌ
أتشربونَ نبيذي؟ 
أم تُرى عرقي؟ 

كلوا من الليلِ في عيني
كلوا شفتي
ماذا تحبّونَ؟ 
قلبي؟
أضلعي؟ 
 عنقي؟

وفي الخزانة يا أشباحُ تسليةٌ
فلْتُخرجوا رقعةَ الشطرنج والورقِ

وعندما تشعرونَ الليلُ يسألُ عن
حُرّاسه
غادروا.. لكن خذوا قلقي 

إني بحاجة أشباحٍ أقول لهم:
كوخي هنا 
ومعي شعري 
معي ورقي 
 
لقد شربتُ بحارَ الأرض من عطشٍ
ولم يزل في فمي شيءٌ من الغَرَقِ

الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

قبضة روح : بقلم عفاف الخطيب . سوريا



عفاف الخطيب   . سوريا 


(قبضة روح)

يبدو وكأن ذاكرتي لن تتوب عن خطاياها؛ بل ستستمر في سردها لأحداث الماضي اللعينة.
لطالما حاولت اقتلاع نفسي المتجذرة في أعماق هوته السحيقة ودون جدوى،
 هزيع أيامي كان كفيلاً بتحويلي إلى جثة هامدة يزملها الوزر حتى من تعايشي مع نفسي 
ومابين عَرْك السنين وعقمها ثمة كأس يتخبط في دماغي رافعاً نخب عثراتي من ذلك القتال، 
إلا أنني فهمت أخيراً _ ولا خيرَ من فهمي _ هذه المرة بساطتي التي تحيق بكل ما حولي لم ترشقني بحجارة التجاهل لآمل أن الدنيا مازالت على مايرام؛
فماعادت أكبر النوائب خروج أبي من الموسم بمحصول قليل 
ولم تكن أعظم المعاصي ترك فردة الحذاء مقلوبة نحو الأعلى، 
العيد ليس يوماً في السنة بل لحظة باطنية تشهد ولادتك الحقيقية، وإن السعادة كامنة دائماً وأبداً في المستحيل.

أيهما أصدق؟!
 خرافة البوم التشاؤومية، أم مجازر الموت التي أشهدها يومنا؟
بصيرتي ذات الرجل المبتورة، أو بصري الذي بطول أنفي ؟
حيث
انبلجت الحياة في داخلي،وقد تربضت على صدري أقصلُ من ذاتي في سبيل إيقاظي،
ذاب الجليد وماعادت ظراره تجلب نفعاً مع رمق براءتي كي تحجب. رائحتها المقززة من خيبات الزمن

الأحد، 26 يوليو 2020

( محاكمة ): بقلم ريان جربوعة . الجزائر


                          ريان جربوعة  . الجزائر 

( محاكمة ):

تم إعتقالي في ساحة أمام البشر
كبلوا يديّ بأصفاد برودتها
ساقوني إلى المحكمة ولا أزال أعانق السهر.
تحامى الدفاع بأني أروح ضحيةً للغدر
قلت:
 نعم سيدي فهذه ليست صدفة إنما حيكت تحت عباءة القدر
هذا الزمن الذي تسيطر فيه أسياد الشر.
ألا تخافين؟
قلت: لا؛ لست من يختلق الأعذار
أنا من ولدت من رحم علمني معنى الإصرار
وتعلمت الصبر في بلد أنجبت الأحرار
فإن كان بعضها لصدق خائفين
فنحن البقية وللأمانة من الحافظين
قال:
 أدهشتني شجاعة من درس علم القانون
حقا جريمة بأصابع الفنون
ياسيدي هل أصابتك حروف الجنون؟
قال: وهل في غيابك يبقى معنى لحرف النون؟
قلت: احذرك من الغوص في عمق البحار
لاتكن لهم عنوان الاختيار
أهذه بداية أم هي انتحار.

السبت، 25 يوليو 2020

انتظار: بقلم وفاء عبد الحفيظ . مصر


                       وفاء عبد الحفيظ  . مصر 


( انتظار ):

على خارطة الغياب
على أحرف الوله نثرت
قصائدي
حين أمسكتُ بنبضي الحزين
تأوهت حروفي بين تمتمات الروح
أنتظرك عند خيوط الفجر
حين يشق الصدى نبع الحب
بين طيات الوجدان رحت أفتش عنك

حين الأماسي القمرية حيث
سكون الكون
حين تعزف حروف العشق
أجمل الألحان
حين تتضافرخميلة أغصان الوله

أنتظرُك على أنين الشوق
حين رأيت ظلك أمامي
خلتُه الوهم الجاسم على صدري
وقتها أشعلت نار الغربة المحرقة
في فيض الحب
أضرمت نيران العشق
كالنار تأكل في الهشيم

أنتظرُك
أيها العالق بين الروح
أيها السابح في الأعماق
أيها الحبيب الغائب
الحاضر في حنايا القلب

انتظار القلب حين تتمزق
أوتار العشق بالغياب
حين تتوسدأنفاساُ عشقتها
حد الألم
على خاصرة اليقين تائهة
أضمد جراحي
أطبب جروحاً غائرة حد النزف
أعود ألملم شتات الروح
حين بعثرها غيابك

أنتظرُك على حافة الأمل
أراك يانبعي الوارف ارتواء
يامهجة القلب بلا رياء
يانوراً أضاء لي السماء

أنتظرك عند خيوط الفجر
الموشىّ بزهر الحب
حين تبعثرني تأملات تأتيني
نسمة رطبة حانية
تزيل ماتقاطر من دموع
تجري على وسادتي
حتى بللتها كأمطار هطلت

أنتظرُك على وتر القلب
يأتيني بك لتضخ الحب
في العروق
حينها يتحرر النبض ويعيد
للقلب الحياة
تنتعش دقاته بهطول زخات
العشق
هيا إلىّ أقبل إلى عرين الحب.

( مؤتمر العفاريت ) بقلم عمار بحلاق . سوريا


                         عمار بحلاق  . سوريا 



( مؤتمر العفاريت ):

احتدم النقاش في بئر برهوت، تحلّق العفاريت حول انترخسيوس لتلقي المهام، فقد أعلن الأخير لحظة النهاية وأوعز لجنوده أن يستنسخوا تنين اللابو من جديد، وأوكل إليه مهمة ابتلاع ماء الفرات حتى تنكشف جبال الذهب، كما أوعز لأم الشعور أن تتحيّن امتلاء سد الجنوب لتنقر جداره وتغرق وادي النيل.


آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...