***
(من دفاتر الأمس)
***
تعودتً التعرّجَ ..
والانكسار
فلن آتيك على صراط مستقيم
ربما لأن الرماح التي تطعنني
و دروب الذين يريدون الإيقاع بي
ونظرات الحاسدين ..
كلها مستقيمة
فتوقعي أن لا آتيك كما تتوقعينَ
إذن..
لا تنتظريني أمام الباب
ولا في أول الشارع
ولا في أي مكان
ربما أدخل من نافذة خلفية
أو من كوة في حائط مستور
و لا تستغربي فعلي
كل البلابل تفعل مثلي
فلا طائر واحد في الكون
يعشق الخطوط المستقيمة
و لا فراشة في الروض
و لا نحلة
و لا ذبابة
وحدها الأشياء المعدنية الجامدةْ
تعشق اللغة الخامدةْ
و الدروب العقيمةْ
أما أنا فجسد من لحم ودم وعظام
لست من معدن على كل حال
وطريقي إليك
لابدّ أن يكون منحنياً كظهر القمر
أو منكسراً كقلب عاشق ..
بعد كل طلقة لا تبشر بمخاض
وبعد كلّ طعنةٍ تسكبُ فيه تحدّياً جديداً
و تسكب في كفيه عصير التوت الأحمر
الذي لا يصلح في أي الأحوال
أن يكون أحمر شفاه
و لا شفاء قلوب تظن أن الدروب المستقيمة
أقصر الدروب
و لا تعرف أن الدروب القصيرة تنتهي سريعاً
و أن النهايات ليست دائماً
مستقيمة
الشاعر: عبد القادر حمود
- تحرير : ياسمين العلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق