الأربعاء، 23 ديسمبر 2020

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلتصِقُ السَّاعاتُ بطيئةً كأنَّها أعوامٌ ثقيلةٌ تَستَثنِي كلَّ جسُورٍ لِتُرهقهُ تَمضِي فَوقَ ظَهرِه هازِئةً بعجزٍ بادرٍ منهُ فتَنتشِي ببسالَةٍ كَاذِبةٍ هو القويُّ لا أنتِ يفرّق كلّ ذكرى ليُعِيدَ جمعَهَا و يستقْوَى بِها كي يرجِعَ أشجَعَ كلُّ الكدَماتِ مُوجِعةٌ لكنَّها دَرسٌ لا تَطلُب الوَدَّ من أحدٍ ما المطرُ إذَا سَقَط في غيرِ مَوْسِمهِ ؟ يَنزلُ في عزِّ قيظٍ و الشَّمسُ ترمِي خُيُوطاً من لهَبٍ يلِيقُ به الشِّتاءُ ليُصَاحِبَ الرّياحَ فيَصنَعُ أغنيةً بلحنٍ بدِيعٍ ليُحييَ كلَّ قلبٍ أماتَهُ وجعٍ و الأوجَاعُ لا تُمُوتُ إنَّها تهرُبُ ثمّ تَعُودُ تُعِيدُ مَعهَا كلَّ بأسٍ كلَّ شوقٍ لكنَّها تبقَى ثمَّ تُحدِّدُ موعِداً لِتَأتِي دَفقَةً واحِدةً كي تَصيرَ كَدْمَةً شَرْخةً كُلَّما خالطَهَا أيُّ حُزنٍ صَغيرٍ نَمتْ تفرَّعتْ لكنَّها تنصَاعُ مُتراجِعَة أمامَ من بهِ قوّةٌ ليسحَقهَا كنامُوسةٍ طَارتْ قليلاً ثمَّ تَوقفَتْ فوق كِرشٍ ضَخْمَةٍ لِتَسحبَ دمًا و تَشرَبهُ فأُنهِيَ عليهَا بِصفعةٍ من يَدٍ شحميَّةٍ دبقَة .

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020

أنثى نسي التاريخ اسمها _ لينده أشواق شرفة



أنثى نسي التاريخ اسمها

لكل امرأة على هذا الوجود

فلتعلمن أني سبقتكن بعهود 

أني مررت في ذاكرة الحدود

مررت على جبال أرض نوح

مررت على صدر فرعون المذبوح

من قلعة حلب وجرش الصروح

تركتكن في ثرى يسوع

يامن مررتن على طرقات الخضوع

إني ياحسناوات لم أعد أخشى الوقوع. 


وإن صارت كلماتي فتنة

وإن ذقت ألف محنة

هاقد شارفت على الخلود

في ذاكرة لا أحد. 


من فيكن قلبها ضاع أو وثب

وقد شارفت على الحدود 

من وطأة المستبد.


كلكن يا نساء الأرض كلكن

لستنّ مثلي ولو واحدة منكن

لم تلعب إحداكن بشعر الخيول

لم تتعب صعوداً أونزول

لم تورق يداها ربيعاً ولم تلبس الفصول.


أنا يا نساء أتقنت الدمار

لعبت كثيراً بالنار

واحترقت ألف مرة

بكيت جهراً وسرا

وماسئمت الانكسار.


نعم 

 إني أبدعت في وصف جهنم

ولم ينطق لساني بحرف أو يتكلم

نبتت في شوك الصبار

 ثم ظللت بالورد أحلم

كلكن يا نساء العالمين لم تتقن فنون الحصار

لم تعرفن أنظمة مشارق الأرض ومغاربها من استعمار

أما أنا فانجزت ماعجز عنه كل جبار 

دونت رماد قلبي باحرف من نار

حتى احترقت قافيتي وصارت سوادا

وكل اوراقي أمست رمادا

فيا معشر نساء الارض

يامن تعشن على خطوط الطول ودوائر العرض

أنا وحيدة الكون التي عشقتها الحنظلة

أنا التي كتبتها حروفها ثم جهلت المسألة

أنا ابنة المستحيل التي لم ينجب أحداً غيرها

أنا أم الحروف الشريدة التي نسيت أصلها

إني أمها إني أمها إني أمها. 


فيا جميلات وحسناوات

يا من مررتن بشتى الطرقات

أنا امرأة ذكرها التاريخ ونسي اسمها

أنا أنثى عربية أنكرها الزمان وكذلك المنتهى

وحيدة أمها وحيدة دهرها وحيدة وحدها.


الاسم : لينده أشواق شرفة

البلد : الجزائر

الأحد، 8 نوفمبر 2020

في حضورك لا بقية _ بسمة أسعد


" في حضورك لا بقية "


لا جميلة في بغداد تجاريكِ

وأميرات الشام بغير حسنك 

لا تقنع

مسحة من الرحمن فيكِ

خجل في العينين يصد ويمنع

يا آلهة الطهر دعيني

أتعمد حبّكِ إيماناً

هدفاً أسعاه

ديناً أعتنقه

حبّاً لا أرتد عنكِ

ولا أرجع.


يا أنتِ

نبع المسك.. سر العنبر

عود الريحان.. أبيض الورد

والأحمر

ياحلم أمسي وغدي

بالله عليكِ جودي

بطرفة من عينيك وكوني

بصري ونطقي وكل ما أسمع

وخذي مني ماشئتِ

مابقي من العمر

وكلّي لكِ يخضع.


ياسيدة الحسن الأولى

في وجهكِ آيات تتلا

أرتلها صلاة

ولجلالة عينيك أخشع

في محراب روحك سلام

قداسة الحبّ فيه يغمرني

فأركع

سبحان من سرى بي إليكِ

سبحان نفس يتردد فيكِ

ياعبق الورد الأزكى

يابخور صومي

يازادي وشرابي الأشهى

في حضوركِ

لا بقية

سيدة الجلالة يا أنتِ

سبحان من صوّركِ

فأبدع! 

سبحانكِ

ما أعظمكِ

وأروع! 


بسمة أسعد.. سوريا

الخميس، 5 نوفمبر 2020

طائر المنفى بعيد _ قاسم محمد العاني





طائرُ المنفى بـــعــــــيــــــد


لاتسألي عمّا يجولُ بخاطري

قد تسقطُ الكلماتُ

دونَ ..حنانِ


فأنا الغيورُ 

إذا نسيتِ هويَّتي

وأنا المهاجرُ دونَ أيِّ مكانِ


كلُّ الرواياتِ التي حدَّثْتُها عنكِ انطوت

وتبدَّدت كدُخانِ


عجبًا لهذا القلبِ حينَ 

يشدُّني وترًا

ويرجِعُ خائِبَ الألحانِ


ذنبي إذا أحببتُ 

يخذلني الهوى

وكذالكَ الأحلامُ في الأوطانِ


ظَلِّي هنا و هناكَ 

جرحًا دافِئًا

ظَلِّي فظِلُّكِ حارِسُ الأجفانِ


ظَلِّي عسايَ أعودُ 

حُلمًا صادِقًا

من بدَّل الأوجاعَ بالإنسانِ


حقُّ الحبيبِ على الحبيبةِ 

دعوةُ اطمئنانِ 

يُنسفُ بعدَها الثقلانِ


في معطفي 

بردُ الحياةِ

وقُبلةٌ شتويّةٌ خبَّأتُها لزماني


متمترسٌ بالشوقِ

خلفيَ دمعةٌ

وبجعبتي جيشٌ من الأحزانِ


وبراحتيكِ 

سفينةٌ مكسورةٌ

تخشى على حزني من الطوفانِ


ألصبرُ أَرسلَ للغرامِ رسولَهُ غيثًا 

سقى الأرواحَ للأكفانِ


والدهرُ قدَّمَ عُذرَهُ 

والعمرُ حقَّرَ جذرهُ

والقهرُ لي عينانِ


ممنونةٌ للحزنِ يا بنتَ الفراقِ

وتحسُبينَ عقاربَ النسيانِ


الذنبُ ذنبُ الوقتِ حينَ عرفتكِ

الرمليّةَ الأولى لكلِّ كيَانِ


أنا لستُ أرجو في الحياةِ بقيَّةً

بيني وبين الموتِ 

بِضعُ أماني


ياأيها المخلوقُ 

من ورقٍ ونارِ ، علا طريقَكَ آيةُ الحرمانِ .


شعر : قاسم محمد العاني . سوريا 

الكبار لا يكذبون _ نسرين محمد





الكبار لا يكذبون
 

الكبار لا يكذبون..
هكذا تقول أمي ، أخبرك سر

البارحة 

رايتها تكفكف  دموعها ، كان الحزن بينا في سوادها

تساءلت ما الأمر 
سرعان ما ضحكت وقالت بسخرية : تذكرت نكتة كانت لا تغادر لسان والدك

السر
والدي الذي يجر جلدها كل مساء
في الصباح مع نهاية كوب الحليب يرمي عليها اليمين
يغادر..
يعود مساءًا يحمل معه الكثير من الحزن.
كأنه لم يحل ذلك الحبل الذي عقد في عنقها 
كانت تجيد صنع السعادة من ذلك الحزن
منقد وحبات البن ، تقليدها لصوت المذيع
لو أن الكبار لا يكذبون
لكان صوتها الآن أعظم من صوت البلابل
تمشط الوقت 
بقصص وحكايات عن أجدادها الذين لم تراهم
لها حكاية عظيمة 
كانت تعزي كل الجثث التي في رأسها وقت تقطيع البصل
تغني
وترقص
قالت لها جارتنا ذات يوم " تخافين من الضرة "
السائد عندهن التي تبكي من البصل تخاف أن يتزوج عليها بعلها
ضحكت ضحكة هزت أرجاء المنزل
تدرك الحقيقة
كما تدركها جارتها أيضاً 
الزواج الثاني    أمنية ومسألة   شخصية...

الكبار لا يكذبون لذلك كانت تضحك كلما غضبت
لكي لا تكذب
تغني عندما تحزن
لكي لا تكذب 

تغسل الغبار قبل أن أستيقظ 
لكي لا تكذب
كنت 
أدرك أنها تكذب ولكني أصدق أنها لا تكذب 
لأنها أمي
والأمهات ملائكة الأرض


نسرين محمد _السودان

السبت، 31 أكتوبر 2020

إلَّا رسول الله _ رهيف حسُّون



#إلَّا_رسول_الله

#وإنَّكَ_لعلى_خلقٍ_عظيم

#إنَّا_كفيناكَ_المستهزئين


رَسُـولَ الله، يـا عَـبَـقَ الـزَّمَـانِ

بِـمَـدْحِـكَ جَـاشَ بَـحْـري بِـالـمَـعَـانـي


ولـو أنَّ الـحُـروفَ مُـسَـخَّـرَاتٌ

لِـبَـثِّ لَـوَاعِـجِـي، لَـبَـرَى لِـسَاني


ولـكِـنَّ الـكَـلامَ، يَـكِـلُّ طَـرْفَـاً

عـنِ الـسِّـرِّ الـمُـعَـتَّـقِ، في الـدِّنَـانِ


فـلا الـعِـطـرُ الـشَّـرودُ، يُـجُـيـبُ سُـؤلاً

إذا عَـجَـزَ الـبَـيَـانُ عـنِ الـبَـيَـانِ


ولا الـنَّـفـسُ الـوَلُـوعَـةُ، في دُجَـاهَـا

ولا الــرُّوحُ الــمَـشُـوْقَـةُ لِـلـجِـنـانِ


سَـلِ الـزَّمـنَ الـمُـبَـعْـثَـرَ في جَـبـيـنـي

وهـل عَـيْـنَـايَ غَـيْـرَكَ، تُـبْـصِـرانِ؟! 


فـلـو في مُـعْـجَـمي، مِـلـيـونُ حَـرْفٍ

لـضَـاقَـتْ عـن مَـديـحـي وافْـتِـتَـانـي


حَـبـيـبَ الـلـه، شَـمْـسُـكَ لـيْـسَ تَـخْـبـو

وذِكْــرُكَ حَــاضِـــرٌ فــي كُــلِّ آنِ


سَـيُـوْصَـمُ بِـالـمَـخَـازي مَـنْ أسَـاؤوا

وهل يَـرْقَـى الـثُـرَيَّـا، حِـقْـدُ جَـانِ؟!


وإن آذَوْكَ فـي رَسْــمٍ قَــبـيــحٍ

فَـسُـنَّـتُـكَ الـتَّـرَفُّـعُ عـنْ لِــعَــانِ


فـرَبُّـكَ قـالَ فـي الـتَّـنْـزيـلِ: [ إنَّـا

كَـفَـيْـنَـاكَ ] الـمُـسـيـئَ، مَـدَى الـزَّمـانِ


أُحِـبُّـكَ هَـمْـسَـةً، تُـرْوي كِـيَـانـي

وتُـسْكِـنُـنـي فَـرَاديـسَ الأمَـانِ


ضِـيَـاؤكَ أُنْـسُـنَـا، إذْ هَـمَّ خَـطْـبٌ

وغَـابَ عَـنِ الـسَّـمَـاءِ الـنَّـيِّـرَانِ


ومَـوْعِـدُنَـا بِـإذْنِ الله حَـوْضٌ

لِـتُسْـقِـيْـنَـا كـؤوسـاً مِـن جُـمَـانِ


وَنَـدْنُـو مِـنْـكَ، تَـغْـبِـطُـنَـا الـبَـرَايَـا

فـبُـشْـرَانـا بِـذَيَّـاكَ الـتَّـدَانـي


عـلَـيْـكَ سَحَـائِـبُ الـرَّحَـمَـاتِ تُـهْـمَـى

نَـجِـيَّ الـذِّكْـرِ، والـسَّـبْـعِ الـمَـثَـانـي


تساؤلات _ صلاح الخضر

قفْ بالطّلولِ على الزّهورِ و نادِ
قبراً يضمُّ بدفّتيهِ فؤادي 

واسكبْ دماكَ إذا المدامعُ لمْ تَجدْ
ما يُطفئُ النّيرانَ في الأعوادِ

وإذا مررْتَ على الدّيارِ بمنزلٍ
خلّفْتُ فيهِ الرّوحَ يومَ بُعادي 

بلّغْهُ من قلبي السّلامَ فإنَّ في
 أحجارِهِ جيشاً من الأكبادِ 

وامسحْ بدمعِكَ قبْضَتَيْ بابٍ على
عتباتهِ ودّعْتُ كلَّ بلادي 

ونزفْتُ ملْءَ جوارحي  بِوَداعِهِ
 حلمي الّذي ربّيْتُهُ بسُهادي

وحملْتُ صمتَ فنائِهِ في لبّتي
ومضيتُ للمجهولِ دونَ قيادِ 

يا هلْ تُرى ما زالَ يذكرُ خُطوتي 
ممشاهُ حولَ الياسمينِ الشّادي؟

هلْ ما تزالُ  على مقاعدِنا بهِ
أشباحُنا ترتاحُ كالمُعتادِ ؟

هلْ ما تزالُ شجيرةُ اللّيمونِ في 
أحضانهِ تحنو على الكَبّادِ؟

هلْ ما يزالُ السّروُ يحرسُ سُورَهُ 
ويعانق اللّبلابَ كالأطوادِ ؟

هلْ ما يزالُ التوتُ يجمعُ ظلُّهُ
جاراتِنا ويضجُّ بالأولادِ ؟

هلْ ما يزالُ التّينُ يولمُ حبّهُ
للطّيرِ في أيلولَ كلَّ حصادِ؟

هلْ ما يزالُ السّقفُ كلَّ صبيحةٍ
يغري الحمائمَ والسنونو الغادي؟

هل ما يزالُ الكرمُ يفخرُ بالجنى
في خدِّ هاتيكَ الربى والوادي؟

هلْ ما يزالُ النّهرُ يجري ضاحكاً
للزهرِ والصّفصافِ والوُرّادِ؟

هل ما يزالُ الشّعرُ دفءَ بيوتنا
ويذكّرُ السُّمّارَ بالأمجاد؟ِ

هل ما تزالُ مساكبُ الجوريِّ حولَ 
سياجنا محرابَ قلبِ سعادِ؟

هلْ ما يزالُ أبي يقيلُ كعهدِهِ
تحتَ العريشةِ مؤنسَ الأحفادِ؟

هلْ ما يزالُ البنُّ ملءَ دِلالِهِ 
عبِقاً بريحِ الهالِ في الأعيادِ؟

هلْ ما تزالُ هناكَ أمّي حولَهُ
تحيي المساء بفلها والكادي ؟

هلْ ما يزالُ الياسمينُ معرّشاً
في كلِّ ركنٍ حولَ كلِّ عمادِ؟

هل ما يزالُ البدرُ يسكنُ شرفتي
ويغازلُ النّارنجَ حولَ وسادي؟

هل ما تزالُ الرّيحُ تعبثُ في المسا
بشموعِ أمّي ليلةَ الميلادِ؟

هلْ ما يزالُ سريرُ أحلامي 
هناكَ مزيّناً بطفولتي وعنادي؟

لو يرجعُ الزّمنُ الجميلُ للحظةٍ
فأعود حرّاً من ذهِ الأصفادِ 

ما لي سوى ذكرى بلادٍ أُرهقَتْ
بالموتِ   والأحزانِ والأنكادِ

كلُّ المنافي يا دمشقُ تسوءني 
مدّي يديكِ تعبتُ من إبعادي 

نامتْ عيونُ الدّهرِ عن وجعي هنا 
فلمنْ ألوذُ وصاحبي جلّادي ؟

صلاح الخضر  . سوريا

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...